ورد في ذكر خلق آدم عليه السّلام العديد من الأحاديث و الروايات ، وقصّة خلق آدم عليه السّلام جزء من قصّة خلق الكون ، و قد جاء في الحديث الشّريف عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، فجاء منهم الأبيض، والأحمر، والأسود، وبين ذلك، والخبيث، والطيب، والسهل، والحزن، وبين ذلك " رواه أحمد . وقال تعالى لملائكته " إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ * فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ " سورة ص 71-72 . وقيل أن الله سبحانه وتعالى عما يصفون خلق آدم على هيئته ، و جعله الله من طين أربعين سنة ، وكان كذلك يتعجب منه الملائكة عدا إبليس الذي يروي الإخباريّون أنه كان إذا مر به يدخل من فيه ويخرج من دبره ، أو يضربه فيخرج صوتاً ، ولما عرف أنه أجوف لا يحتمل احتقره . إلى أن نفخ فيه من روحه ، وقد روى ابن حبّان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لما خلق الله آدم ونفخ فيه الروح عطس، فقال: الحمد لله، فحمد الله بإذن الله، فقال له ربه: يرحمك ربك يا آدم اذهب إلى أولئك الملائكة إلى ملأ منهم جلوس فسلّم عليهم، فقال: السلام عليكم، فقالوا: وعليكم السلام ورحمة الله. ثم رجع إلى ربه فقال: هذه تحيّتك وتحيّة بنيك بينهم. وقال الله ويداه مقبوضتان: اختر أيهما شئت، فقال: اخترت يمين ربي، وكلتا يدي ربي يمين مباركة، ثم بسطهما، فإذا فيهما آدم وذريّته فقال: أي رب ما هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريّتك، وإذا كل إنسان منهم مكتوب عمره بين عينيه، وإذا فيهم رجل أضوؤهم أو من أضوئهم، لم يكتب له إلا أربعون سنة قال: يا رب ما هذا؟ قال: هذا ابنك داود وقد كتب الله عمره أربعين سنة. قال: أي رب زد في عمره. فقال: ذاك الذي كتب له. قال: فإني قد جعلت له من عمري ستين سنة. قال: أنت وذاك. اسكن الجنة، فسكن الجنة ما شاء الله، ثم هبط منها، وكان آدم يعد لنفسه فأتاه ملك الموت فقال له آدم: قد عجلت قد كتب لي ألف سنة قال: بلى، ولكنك جعلت لابنك داود منها ستين سنة، فجحد آدم فجحدت ذريّته، ونسي فنسيت ذريّته، فيومئذ أمر بالكتاب والشهود " .