خلق الله الإنسان، وجعله خليفة له على الأرض، ليعمر بها، ويعمل ما يؤمر من الله سبحانه وتعالى، وسن على عباده العبادات والطاعات التي من شانها ان تعزز حياة الإنسان، فترفع مكانته، وتجعله قادراً على أن يكون الأجدر بهذه الخلافة، ففرض الله الأركان الخمس من العبادات، وهي شهادة ألا اله الا الله، وان سيدنا محمد رسول الله، الصلاة، والصوم والزكاة، وحج البيت من إستطاع إليه سبيلاً، وجعل كل العبادات في كفة، والصيام في كفة أخرى، فقال الله تعالى في الحديث القدسي " كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام فهو لي، وأنا أجزي به " فالصيام من الأركان الخمسة، فهو الذي يقوي علاقة المؤمن بربه، ويجعله قادراً على البقاء على الصراط المستقيم، والشريعة الإسلامية الحية .
وبداية وجب الحديث عن معنى الصوم، وهو الإمتناع والكف عن الطعام والشراب منذ الفجر، وحتى أذان المغرب، ليتعلم المسلم القدرة على الصبر، وتحمل المشاق، فالله انعم علينا بالنعم العظيمة التي إستحقها الإنسان منذ بداية الحياة على هذه الأرض . واعتبر الصيام الطريقة الأمثل لنيل الحسنات، فإن أردت أن تقوي علاقتك برب العباد فعليك بالصيام، وإن أردت ان تشغل نفسك بالطاعات فعليك بالصيام أيضاً، هذه هي الطريقة الوحيدة التي تجعلك تعيش بقلب مطمئن في حياتك على الدوام .
حكم صيام الحامل :
وعلى الرغم من أن الصيام هو نهر الحسنات الجاري، الذي لا يتوقف إلا أنه أباح للناس أن يفطروا في رمضان، خاصة إن كان هناك عذر شرعي يبيح ذلك، ومن أهم هذه الأعذار الإفطار للمرأة النفاس والحائض، والمريض، وغيرها الكثير، وحديثنا اليوم سيدور عن حكم صيام المرأة الحامل، فالمرأة الحامل معروف عنها خاصة في أولى فترات الحمل، أنها تعاني أشد المعاناة أثناء هذه الفترة الممتدة من الشهر الأول وحتى الخامس، وتبدأ المراة بالشعور بالغثيان، والإرهاق والمرض، ونتيجة لذلك فقد أباح لها الدين أن تفطر في رمضان، خاصة إن كانت تعاني من التعب والإرهاق أثناء الصيام، على أن تقوم بقضاء هذا الشهر فيما بعد، كما ويجوز لها أن تتوقف عن الصيام في حال شعرت بالغثيان، وقامت بالتقيؤ، فكما نعلم أن القيء مرتبط بالحمل بشكل كبير، ولا يمكن أن نثقل على المرأة .
وختاماً، فإن المرأة الحامل من أكثر الأشخاص الذين يستحقون العذر الشرعي للافطار في شهر الصوم لآنها مضطرة لذلك، ولا بديل عن الصيام إلا الإفطار، على أن تستمر في الطاعات سواء في الصلاة أو قراءة القرأن أو الذكر وغيرها.