الصيام هو الرّكن الرّابع من أركان الإسلام شرعه الله لحكم متعددة، أولها خير وصحه لجسم الإنسان وحفاظ عليه، فبالرغم من ان الصيام يراه الكثيرون تعذيب للجسم وإرهاق بغير حق، إلا أنّ فوائده من ناحية طبية جميلة ومتعددة، بل هو علاج و دواء لكثير من الأمراض ومفعوله تجاوز مفعول الكثير من الادوية.
وكذلك فإن الصيام هو عبادة تجعل المسلم يشعر بألم جوع الفقراء الذين إعتادوا شعور الجوع، فيجعلك تتكافل معهم وتشعر بآلامهم وبالتأكيد سوف تساعدهم بعد ذلك، الصيام الحقيقي لا يعني صيام عن الأكل والشرب فقط، بل هو كمعنى ديني صحيح، صيام النفس والقلب واللسان والنظر واليد عن كل المعاصي وكل الذنوب وإيذاء الناس، فلهاذا السبب يعد شهر رمضان شهر محبة وسلام وأمن لما فيه من تكافل وتعاون بين الناس وكف أذى.
ومما لوحظ حديثاً، ظهور طائفة تخص شهر رجب بالصيام والقيام وتفعل فيه ما لا تفعله في غيره من الأشهر من طالعات وتقرب إلى الله عز وجل، وهذا الفعل آثار جدل في الوسط الديني وكثرت التساؤلات عليه، حيث إنّ شهر رجب تعددت أسمائه وله ما يتجاوز ??إسماّ ولكنّه سمّي رجب لأنه كان يرجب في الجاهلية: أي يعظم، ويترك فيه القتال ولا تسمع فيه قعقعه السلاح.
أما بالنسبة إلى أفراد شهر رجب بالصيام، فهو مكروه عند الفقهاء افرادا كاملا بالصيام، وقد نقل عن الامام الشافعي قوله في القدم "أكره أن يتّخذ الرّجل صوم شهر بأكمله من بين الشهور، كما يكمل رمضان، وكذلك أكره ان يتّخذ الرّجل يوماً من بين الأيام، وإنما كرهت ذلك لئلا يتأسى جاهل فيظن أن ذلك واجب ".
وحيث إن صيامه مكروه، غذا خصه المسلمون بالصيام كشهر رمضان أو صيامه لأن الصوم فيه مخصوص بفضل وثواب يجنيه المسلم فيه دوناً عن باقي الشهور، فلو كان كذلك لبين الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الاجر، حيث ان عمر كان ينهى عن صيامه.
من الأحاديث الموضوعة الواردة في صيام رجب:
ما رواه ابن ماجه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - : « نهى عن صيام رجب »
وما رواه أنس بن مالك - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم :- « خيرة الله من الشهور شهر رجب، وهو شهر الله، من عظم شهر الله رجب فقد عظم أمر الله، ومن عظم أمر الله أدخله جنات النعيم، وأوجب له رضوانه الأكبر، وشعبان شهري فمن عظم شهر شعبان فقد عظم أمري، ومن عظم أمري كنت له فرطاً وذخراً يوم القيامة، وشهر رمضان شهر أمتي فمن عظم شهر رمضان، وعظم حرمته ولم ينتهكه، وصام نهاره، وقام ليله، وحفظ جوارحه خرج من رمضان وليس عليه ذنب يطلبه الله به ».
