من الأمور المنكرة التي انتشرت في مجتمعاتنا الاختلاط بين الجنسين ، و كسر كلّ المحرّمات و الحواجز فيما بينهم ، حتى أصبحنا نرى كثيراً على شاشاتنا التّلفزيونيّة ما يندى له الجبين من برامج يستحلّ فيها أصحابها كلّ المحرّمات ، فترى الرّجل يحتضن المرأة الأجنبيّة المحرّمة عليه و يقبّلها فضلاً عن أن يصافحها و يلمسها ، و إنّ هذه المشاهد و السّلوكيات إنّما تخرج من أناسٍ بعيدين كلّ البعد عن قيم مجتمعهم و دينهم ، و هم من المتشبّهين بالكافرين من أهل الغرب ، و لقد حذّر النّبي صلّى الله عليه و سلّم هذه الأمّة من أنّها ستتبع سنن من قبلها شبراً بشبر و ذراعاً بذراع حتّى لو دخلوا جحر ضبعٍ لتبعناهم إليه ، و هذا للأسف تعرف ما هو حاصلٌ في أيّامنا المعاصرة حيث يتكالب شبابنا على قيم الغرب و التّشبه بهم ، كما مالت عقول كثيرٍ من نسائنا إلى ما يعرضه الغرب الكافر من أفكارٍ و أفعالٍ تنزع عن المرأة المسلمة حياءها و تفقدها رونقها و قيمتها التي أرادها الله تعالى أن تبقى محافظةً عليها حين تلتزم بحجابها رمز عفّتها و طهارتها ، و تلتزم بأحكام الدّين في منع الإختلاط أو الاحتكاك الجسدي مع الرّجل الأجنبيّ ، و من الأمور و المسائل التي تثار دائماً حكم مصافحة النّساء ، فتعرف ما هو الحكم الشّرعي الصّحيح الرّاجح في المسألة ؟ .
ورد عن النّبي صلّى الله عليه و سلّم أنّه لم يصافح النّساء و لم تمسّ يده يد امرأةٍ أجنبيّة ، و عندما بايع النّساء يوم العقبة لم يصافحهم باليد ، و في الحديث الشّريف أنّه لأن يضرب رأس أحدكم بمخيطٍ من حديد خير له من أن يمسّ امرأةً لا تحلّ له ، فحكم مصافحة النّساء الأجنبيّات أنّها محرّمة تحريماً مطلقاً لما في مصافحة النّساء من إثارة لشهوة الرّجال ، و كذلك فإنّ لنا في نبي الله عليه الصّلاة و السّلام الأسوة الحسنة حين حرّمها على نفسه ، و هناك مسألة ترتبط بمصافحة النّساء و هي هل تنقض المصافحة الوضوء أم لا ، و الرّاجح الصّحيح من قول العلماء أنّها لا تنقض الوضوء ، و أنّ المقصود بقول الله تعالى في كتابه ( أو لا مستم النّساء ) الجماع ، و الله تعالى أعلم .