ننظر حولنا فنجد أعداد الدعاة كعدد حبات الرمل ، وكلاً منهم له طريقته وأسلوبه ، ومنهم الدعاة الصادقين ، ومنهم المنافقين والمضلّلين ، فمن أحب أن يكون داعية صادقاً ، ويبتغ وجه الله لا أحداً سواه ، ويرجو الإقتداء بالحق عما عداه ، فعليه أن يتسلح بالصفات التالية قبل الشروع بمهامه كداعية :
أولا : توخي الصدق في السر والعلانية ، لا يهادن ، ولا ينافق ، ولا ينمّق ، ولا يزوّق .
ثانياً : أن لا تأخذه في قول كلمة الحق لومة لائم ، فلا يبتغي من وراء خطابه التقرّب لذوي الجاه والسلطان ،أو مهادنتهم ، أو إتباع أهوائهم .
ثالثاً : وأن يعترف بخطئه ويتراجع عنه إذا ما أخطأ .فجلّ من لا يسهو ، وفوق كل ذي علم عليم .
رابعاً : أن يكون له رصيد من العلم الواسع ، والفكر النافع ، والقلب الخاشع.
خامساً : أن يكون ليّن الجانب من دون ضعف ، فلا هو بالليّن الذي يُعصر ، ولا هو بالقاسي فيُكسر ، وأن يكون وسطاً بين اثنين ، ومع الضعيف حتى يأخذ الحق له . وأن لا يكون عبوساً متجهماً : " ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك " .
سادساً : عليه أن يكون واعظاً حكيماً ، حسن الطوية ، بعيداً عن الفحش والرذيلة والأذية : " أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة " .
سابعاً : أن يكون قدوة حسنة يُقتدى بها ، وأن يفعل ما يقول : " ولكم في رسول الله أسوةٌ حسنة " ، " يا أيها الناس لم تقولون ما لا تفعلون " لأن الله عز وجل يقول أيضاً " كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون " .
ثامناً : أن يكون صبوراً ويتحلى بمكارم الأخلاق : قال الرسول عليه وعلى آله الصلاة والسلام " إنما أتيت لأتمم مكارم الأخلاق " ، فلا يكونن لئيماً وبخيلاً ، وجباناً ومتخاذلاً ، ولا يكونن مشّاء نمّاء ومنّاع للخير ومعتدٍ أثيم ، بل يتحلّى بصفات الكرم والجود والشجاعة والجرأة والحكمة والصبر والتفاؤل وعدم القنوط واليأس .
وبالإضافة لجميع ما ذكر أعلاه ، من الضروري أن يتحلى الداعية بالذكاء وسرعة البديهة والقدرة على اتخاذ القرارات في أحلك المواقف وأصعبها .