الدعوة إلى الإسلام
يعاني الدين الإسلامي اليوم كفكرة واضحة بيّنة ما جاءت إلا رحمة للعالمين من سوء تصرفات بعض من ينتسبون إليه، ويعاني بشكل أكبر من الفهم المغلوط من قِبل بعض من المختصّين به وممن جعلوا علومه هدفاً لحياتهم، ومن هنا نرى أنّ الدين الإسلامي لم يعد اليوم يبعث ذلك الحافز الذي كان يبعثه في أسلافنا ممن نهضوا بالأمة وبذلوا قصارى جهدهم للوصول إلى أعلى المراتب في الدنيا والآخرة، وهذا ليس ضعفاً في الدين وإنّتعرف ما هو ضعف في فهم الدين وفي التعامل معه، فعندما استحال الدين إلى شكليات، وعندما أصبح همّ الدعاة الأول مثل هذه الأمور وجدنا ضعفاً كبيراً في أثر الدين وتفاعله مع الناس، طبعاً كل هذا في حال افترضنا أنّ الدعوة تشمل المسلم وغير المسلم، أي وفقاً للفكرة السائدة في يومنا هذا.
ليس الدعاة وحدهم هم المسؤولون عن حمل هذه الأمانة، فكلّ مسلم هو داعية إلى الدين، وبإمكانه أن يمارس هذه المهمة العظيمة، فالدين ينعكس تماماً على التصرّفات والمعاملات اليوميّة، ومن هنا وجدنا أنّ نسبة كبيرة من أبناء العالم الإسلامي اليوم كانت قد تحولت إلى الديانة الإسلامية من خلال أخلاق المسلمين، ولم يكن للفتوحات الإسلاميّة فيها أيّ دور يذكر، وفيما يلي الطريقة التي يمكن بها ممارسة الدعوة إلى دين الله تعالى خلال الحياة اليوميّة، والأوقات الاعتياديّة.
نصائح لتصبح داعية إسلامي
- يجب على كلّ إنسان أن يدعو إلى الدين عن طريق تمثّل الأخلاق أولاً بشكل تامّ، وهذا يحتاج إلى جهاد للنفس، كما أنّه يحتاج إلى صبر وعمل، وفهم للدين من منابعه الأصليّة وليس من كلّ من هبّ ودبّ، وليكن المعيار في قبول الشخص الذي سنتلقّى الدين عنه هو معيار الرحمة، فعالم الدين الأكثر رحمانيّة وتسامحاً هو الذي يؤخذ منه وينقل عنه.
- عدم رفض الأشخاص المخالفين للفكرة المتبناة، والابتعاد عن الألفاظ السيّئة التي لا تسمن ولا تغني من جوع عند التعامل مع الآخر سواء المسلم الذي يحمل توجهات خاصة، أو غير المسلم، ولعل أكثر الكلمات وعبارات التي تثير الحساسية والتي باتت تستعمل في سياقات خاطئة: كافر، وزنديق، ومرتد، ومشرك، وما إلى ذلك من هذه الكلمات وعبارات المنفرة، ولتستبدل هذه الكلمة بكلمة (أخي) فحتى الملحد الذي لا يؤمن بالله هو أخ وشريك في الإنسانية.
- عدم تمثل دور الإله أثناء التعامل مع الآخرين، وعدم توظيف الآيات القرآنية، أو الأحاديث النبوية من خلال تطبيقها على الآخرين وإطلاق الأحكام عليهم، فنحن نؤمن بما ورد في النصوص الثابتة القطعية ولكننا لا نملك تطبيقها على الناس والأفراد الذين نتعامل معهم بشكل يومي، وليس في هذا مداهنة أو تملق للآخرين، فالحكم على الناس لله وحده فقط، وهو الذي يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون.
- مساعدة المحتاج بغض النظر عن أصله، أو عرقه، أو دينه، أو لونه، أو مذهبه، أو طائفته، واستقبال جميع الناس بالوجه الحسن، وعدم تمييز المسلم على غير المسلم كإشعار غير المسلم أنّه شخص من الدرجة الثانية.
- عدم الدعوة من خلال هدم الفكرة المقابلة مثلاً، المسلم ليس مضطراً حتى يدعو غير المسلم إلى الدين الإسلاميّ أن يقول له: (أنت تدين بدين باطل غير منطقي يتضمّن معتقدات كفرية، لهذا فليس لك بدٌّ إلا الإيمان بديني دين الإسلام الصحيح)، ولنتذكر أنّ كلّ شخص يعتقد بصحة معتقده، وليس المسلم فقط هو من يعتقد بهذا الاعتقاد.
- الابتعاد عن استعمال الكلمات وعبارات اللامنطقية بالنسبة للآخرين غير المسلمين، كالحلال، والحرام، والفرض، والمكروه، وليركز من خلال كلامه على الحكمة من التحريم، والتحليل.