الصحراء بيئة متعددة الأشكال الحياتية ، و يسكن الصحراء الآلاف من أنواع الحيوانات و الزواحف و الحشرات و النباتات الصحراوية و العشبيات النافع منها و الضار ، بالإضافة إلى ما تحتضنه تلك الأراضي القاحلة من الخير في باطنها ، حيث يوجد في بعضها الماء العذب الصالح للشرب و الزراعة ، و في بعضها يوجد البترول و الغاز اللذان يقوم عليهما اقتصاد العديد من الدول ، و يوجد أيضاً آثار الأمم السابقة ، و الأحفوريات لحيوانات عاشت و ماتت منذ آلاف السنين . و يبقى شاهد على ما يدور في الصحراء الحيوانات البرية التي تعيش فيها و تتكيف مع تلك البيئة القاسية ، و من أمثلة تلك الحيوانات حيوان الضب الذي يسمع عنه العديد من الناس ، و لكن من شاهده قليل ، و أقل منهم من يعرف معلومات عن حياة ذلك الحيوان الذي يتخذ منه البدو وسيلة لعلاج و دواء بعض الأمراض .
الضب هو أحد أنواع الزواحف الحرشفية و أحد أفراد عائلة العظايا ، و هو يعيش في منطقة الشرق الأوسط بشكل كبير في صحارى مصر ، و السعودية ، و العراق ، و شرق إيران ، و سوريا ، و الأردن ، و اليمن . و يتميز الضب بجسم قصير و غليظ يتمتع بأطراف قوية ، حيث يوجد في كل طرف خمس أصابع مزودة بمخالب قوية ، و لديه ذيل أقرب إلى الطول مزود بأشواك قوية و يستخدمه في الدفاع عن نفسه في بعض الأوقات ، يتكون الذيل من حلقات منتظمة ، و يتمتع الضب كذلك بفك قوي و أسنان قوية يستخدمها في العض الشديد ، و يعيش الضب على النباتات و نادراً ما يشرب المياه ، كما أنه يأكل بعض الحشرات كالخنافس و العناكب و الجراد و النمل ، و يرجع سبب ندرة شربه للماء إلى استفادة جسمه من العصارات التي توجد داخل النباتات و الحشرات التي يتغذى عليها . و تعتمد طريقة أكل الضب للنباتات على عدم أكل النبتة كلها مرة واحدة ، بل يقوم بقضم قطع صغيرة من النبات ، و يذب إلى غيرها ليقوم بنفس العملية ، و بذلك يحافظ الضب على وجود النباتات حوله طازجة و صالحة للغذاء لأطول وقت ممكن .
و يعيش الضب في الجحور التي يحفرها بنفسه ، و يبلغ طول الجحر من متر إلى مترين . و يعيش مع الضب في الجحر غالبا العقارب السوداء حيث تقوم بينهما علاقة حماية و تغذية مشتركة ، لذا يكون من الخطر بمكان محاولة صيد الضب من داخل جحره نظراً لوجود العقارب .