دائما ما يدهشنا عالم الحيوانات بالكثير من العجائب، التي خلقها الله وأوجدها على الأرض، لتعطي الإنسان فرصة التأمل، فقد خلق الله مخلوقاته على أشكال وأنواع لا تكاد تحصر، فخلق منها ما يعيش في اليابسة، وأخرى تعيش في المياه، ومنها الكبير ما يلحظه الإنسان، ومنها الصغير ما لا يرى إلا بالمجاهر الضخمة، ومنها تعرف ما هو حي كامل، ومنها ما يتقلب بين الجماد والحي، ولكن من المخلوقات التي أوجدها الله على اليابسة أنواع متعددة، وقد صنفت على أكثر من تصنيف لعل أدقها هو تصنيفها بالمخلوقات التي تسير على اثنين، والتي تسير على أربعة، وتلك التي تزحف على بطنها، واعتمادي لهذا التصنيف على أنه الأدق لأنه يشمل جميع المخلوقات التي تعيش على اليابسة فلا يكاد يخرج عنها أي مخلوق حي من التي ترتكز على اليابسة سواء كانت من الطيور، أو البشر، أو التدييات، أو البرمائيات، أو الزواحف.
نأتي لعنوان لطالما أدهش البشر، وما زال البحث فيه كبيرا من عشاق عالم الحيوانات، فهو يبهر كل مرة بشيء جديد لم نألف رؤيته بين المخلوقات التي نعايش، وهي الزواحف وأقتصر منها فقط على الثعابين، التي لطالما كانت مصدر خوف ورعب لدى الكثيرين، ومصدر للإعجاب بقدرة ذلك المخلوق وسرعته، والذي يمتاز بها على الرغم من أنه زاحف شرس، وقصص تغيير جلده وقوة جلده، فكان مصدر الإلهام لدى الكثيرين من مصممي الأزياء العالمية الذي طالموا أدهشوا بتركيب جلده الفائق الدقة والجمال، ولا ننسى قدرته الشرسة وأساليبه الهجومية، حيث يملك سما يستطيع قتل عدد من البشر لمجرد رشه عليهم فقط، فكيف إن قام بإعطائهم جرعة منه في دمهم مباشرة، غير عملية دراسته من ناحية قوته العضلية القدرة على قطع إنسان نصفين إن التف حوله.
الثعابين من أكثر قصص الخيال التي طرحت للسينما والأفلام، فكثيرا ما استعملت قصص الثعابين وقوتها الهائلة في تلكم الأفلام، ولقت عدد كبير من المشاهدات لأن هذا المخلوق من أغرب المخلوقات على وجه الأرض فهو يحتوي على أجناس عديدة مختلفة تختلف تماما في أوصافها وقدراتها وكل مجموعة منها تحتوى خصائص لا تحتويها أبدا مصفوفة أخرى؛ فمثلا مجموعات سامة وأخرى غير سامة، مجموعات طويلة وأخرى قصيرة، مجموعات غليظة وأخرى نحيفة، ولكل نسل من هذه الأنسل طريقة تكاثر خاصة تختلف باختلاف المجموعة لدرجة جدا محيرة.
من الأنواع المثيرة للجدل والتي تلقب بالقوة والعنفوان، هي مجموعة الثعابين الشبكية الموجودة في جنوب قارة آسيا (الدول الجنوبية منها) وهذه المجموعة تعد الأطول في الثعابين الموجودة في العالم ومنها فرع خاص يعد الأطول على الإطلاق وهو نوع (ريتيكولاتوس بيثون) والتي يبلغ طولها في فترة البلوغ بمتوسط 3 إلى 6 متر، والعجيب أن هذا النوع مع أنه الأطول إلا أنه لا يعد خطرًا أبدا على البشر كباقي أنواع مجموعته، ولكن لا يفهم من هذا أنه غير قوي فهو من الأنواع القوية جدا على مستوى مجموعات الثعابين لكنه يمتاز بأنه غير مهاجم وإنما مدافع فقط يرد على الهجمات.
