يضج الكوكب الأزرق بأنواع الحيوات الغريبة ، المذهلة ، والتي يشكل كل منها ، موضوع علمي حافل بالغرائب ، والمعجزات الحيوية ، ومن أكثر المخلوقات التي تثير الدهشة والفضول ، الثعابين ، وهي حيوانات زاحفة من ذوات الدم البارد ، وهي ذات شكل طولي انسيابي مرن ، مغطاة بالحراشف ، ولا توجد لها اقدام أو أذنيين او جفون ، ويوجد لها نتوءات جانبية في جسمها تسمى "مهاميز" ويعتقد أنها آثار للأقدام كانت موجودة عند الثعابين ولكنها اندثرت ، وتتراوح أطوالها من 10 سنتيميتر إلى 7 متر في بعض الأنواع ، ويوجد منها ما يقارب 2700 نوع ، وتعيش في كل قارات العالم ، عدا القارة المتجدة ، ويقدر عمر الثعابين ما بين (15-35 ) سنة ، وهو عمر تقديري غير مؤكد ، ومع أنَّ الأفاعي مشهورة بالسم ، إلاَّ أنَّ هناكْ انواع غير سامة ، أما الأنواع السامة فهي متفاوتة في قوة السم ، ونوعه ، وهي تستخدمه غالباً ، لإخضاع الفريسة ، قبل ابتلاعها ، بالنسبة لحواس الثعبان فهي تمتلك حاسة بصر ضعيفة بالغالب ، ولا تمكنها من غدراك المحيط حولها ، وبعض الأنواع تتمتع ببصر متوسط أو حاد ، أما حاسة السمع فبالرغم من أنها لاتمتلك أذناً خارجية ، إلا أنها تستطيع الاحساس بتصدعات واهتزازات الأرض بسبب وجود أذن داخلية غير مرئية ، كما أنَّ بعض الأفاعي تمتلك ندبة وهي فتحة فوق منطقة الفم ، تعمل كرادار حراري إذْ يمكنها تحسس الأشعة تحت الحمراء ، مما يمكنها من الرؤية ليلاً ، وعلى أيه حال فإنَّ الحاسة الأهم لدى الثعبان هي حاسة الشم ، ويتعبر اللسان العضو المسئول عن الشم في الأفعى فهو الذي يحلل الروائح ، ويميزها ،
وتتميز الثعابين بطقوس معينة للزواج مرتبة في طرق وخطوات متدرجة ، حتى يتم اتصال الذكر بالأنثى ، ويسمى ذكر الثعبان "أفعوان" ، وأنثاه "أفعى" ، وعادةً ما تتم عملية التزاوج في فصل الصيف ، عبر المراحل التالية :_
1- مرحلة البيات الشتوي / وهي المرحلة التي تتجمع فيها الثعابين ، في أحد المغارات لتقضي فيه فصل الشتاء ، بما يسمى "البيات الشتوى" وهي مرحلة مهمة لأنها تهيء هرمونات التاكثر لدي الثعابين .
2- مرحلة الطلب / تبدأ بانتهاء مرحلة البيات الشتوي ، حيثُ تخرج الأفاعي من الشقوق التي كانت نائمة بها ، ثمَّ تبدأ بتغيير جلودها و بعد ذلك تقوم ذكور الأفاعي يعمل عرض ، استعراض قوى ، وهو يشبة الرقصة ، حيثُ تتنافس فيما بينها ، حتى يفوز الذكر الأقوى ويحظى بالأنثى .
3- مرحلة التزاوج / وهو الاتصال بين الذكر الأنثى ، وبعدها تبدأ الانثى بتكوين البيض
تبحث الأنثى عن عش ، لتضع فيه البيض والذي قد يبلغ عدده 25 بيضة على الأكثر وبعد انتهاء فترة الحضانة يفقس البيض لتواجه الصغار الحياة بقسوتها ، حيثُ أنَّ الأم غالباً لا ترعى صغارها ، وقد تتعرض للكثير من المخاطر وغالباً لا ينجو إلا عدد قليل من الصغار .
وقد وهبَ اللهُ الثعابين طرائق عدة للتكاثر اضافة للطريقة الشائعة وهي وضع البيض وهي الآتية :_
أولا / وضع البيض
ثانياً / ابقاء البيض داخل جسم الأم
ثالثاً/ اباضة داخلية وخارجية
رابعاً/ الولادة الحقيقة .
الثعابين مخلوقات مذهلة ومخيفة في نفس الوقت ، وقد سلحها الله بالعديد من الطرق ووسائل للعيش ، وهي محط أنظار العلماء والناس ، إما لدراستها أو للابتعاد عنها ، ولكنها تظل موضوع علمي شيق وعالم من الأسرار.