سعى الإنسان إلى إيجاد المعالم الأساسية على سطح الأرض وكتابة التصنيفات الخاصة بثروات الأرض وموادها فبدأ بتصنيفها وفقا للخواص التي تمتلكها فبدأ بتصنيفها على الوجه الفيزيائي الذي كان يراه منها ومن أشكالها، فصنفها أولا وفقا لحجمها ولونها، ثم زاد الدقة في ذلك فوضع عددا من الخواص الفيزيائية لتصنيفها كخدش السطح والصلابة والصلادة والمسامية والتفاعل مع الهواء والماء وغير ذلك من الصفات الأساسية التي عني بها الفيزيائيون والكيميائيون على حد سواء، ثم بعد ذلك تطور العمل على إيجاد تصنيف أكثر دقة وظهر بعد اكتشاف العناصر والمركبات فتم تصنيف المواد الموجودة على سطح الأرض والقاطنة في باطنه وفقاً للخواص الكيميائية كالرقم الهيدروجيني وتفاعلها مع أنواع الأملاح وبعض الأحماض والقلويات وكذلك تركيبها الكيميائي وتراص العناصر فيها، وتم تصنيفها أيضا على الحالة الفيزيائية العامة لها كالصلب والسائل والغاز واهتمامهم أيضا بفلزيتها أو عدم ذلك بالتركيز على خاصية اللمعان أو البريق، وعملوا أيضا على تصنيفها وفقا للخواص العامة للمادة المتواجد من حيث الندرة والانتشار على الأرض، وحتى من غرض الصناعة أو الزراعة، فهناك تصانيف كثيرة للمواد على الأرض كل يهتم بالمادة من وجهة نظره هو وفائدة المادة الذي قدمتها للتخصص الذي صنع التصنيف لأجله، وهذا يجعل الأمر متناسقا تماما بين الخواص والعلوم الطبيعية المنتشرة على الأرض سواء تلك المهتمة في الجوانب الحيوية أو الجوانب البيئية والجيولوجية والعامة وغير ذلك من العلوم.
ولنأتي أولاً في تصنيف المواد على التصنيف الأكثر عمومية والأكثر انتشاراً في علم تصنيف المواد وهو تصنيفها إلى عنصر ومركب، والفرق بين الاثنين أن العنصر هو عبارة عن مادة أولية لا يمكن تحويلها لمادة أبسط منه باستخدام الطرق ووسائل الكيميائية أو الفيزيائية، أما المركب فهو عبارة عن اتحاد عنصرين أو اكثر اتحادا كيميائيا وتختلف خواصه عن خواص المركبات التي نتج منها ويمكن إعادته إلى حالة العناصر الأولية باستخدام الطرق ووسائل الكيميائية أو الفيزيائية المعروفة، ومن التصنيفات الشهيرة التي تهتم في تصنيف المواد هي قابلية المواد لتوصيل التيار الكهربائي فهي خاصية يحتاجها العديد من العلماء المتخصصين في المواد الالكترونية وتصنيعها والقضايا الكهربية للوصول إلى القدرة على استثمار تلك المواد والحصول على قابلية عالية للتوصيل الكهربي، والخاصية الموصلة للكهرباء تتواجد في المواد الفلزية بشكل كبير وموجودة في الكربون من اللافلزات وهذه الخاصية في العناصر ويتم تصنيف المواد الموصلة إلى ثلاثة تصنيفات أساسية وهي التساهمية والأيونية والفلزات وكلاها يعمل على توصيل التيار الكهربي بقدر معين من التوصيل، وهناك أشباه اللافلزات كالسيلكيون والجرمانيوم والتي تصنع منه القطع الذكية بشكل كبير والالكترونيات المنتشرة في هذا العصر.
فعليا عملية تصنيف المواد عملية واسعة ولها انتشار كبير وتحتمل معاني ومصطلحات كثيرة يهتم فيها المهتمين في العلوم الطبيعية وخصوصا من عالم الكيمياء والفيزياء ودارسي علوم الأرض والجيولوجيا، ويمكن التعرف عليها أكثر بالقراءة في تلك العلوم.