إن مادة الفوسفين التي عرفت عام 1940 ، تصدر نتيجة تعرض مادة فوسفيد الألمنيوم للرطوبة ، فينتشر بسرعة الفوسفين على هيئة غاز يملئ الأجواء ، ويكون هذا الغاز ساماً وقاتلاً ، وهو يستعمل كمبيد حشري وللقوارض أيضاً ، حيث ترش المحاصيل الزراعية فيه ليقضي على جميع أنواع وأشكال الحشرات وحتّى البيوض ، ولا يشكّل أي أذى للنباتات أو البذور ، إنّما إضافة لتأثيره على الحشرات ، فهو قاتل للإنسان والحيوان .
صيغة مركب الفوسفين الكيميائي هي PH3 ، وهو إضافة إلى كونه قاتلاً ، فهو قابل للاشتعال ، ولا لون له ، ولا رائحة أيضاً إذا كان نقياً ، أما إذا وجد الفوسفين برفقة الديفوسفين والذي صيغته الكيميائية هي P2H4 ، فإنّه يصدر روائح كريهة مثل السمك المتعفّن أو الثوم أو البيض الفاسد .
إن استنشاق غاز الفوسفين يؤدي لتعطيل حركة الكريات الحمراء في الدم ، بحيث تتحوّل هذه الكريات لمادة تبدو شبه صلبة ، أي تتخثّر بسبب تفاعله الكيمائي ، وهذا يؤدي إلى عجزها عن تأدية وظيفتها بنقل الأوكسيجين إلى كافة أنحاء الجسم ، فتتجمد وتسبّب التجلّط ، وبالتالي تؤدي إلى الوفاة ، بحيث إذا استنشق غراماً واحداً من هذا الغاز يؤدي لوفاة طفلٍ ، لذا منع منعاً باتاً استخدام هذا المبيد في المنازل ، لكونه ينتشر انتشاراً سريعاً في الهواء ، فينتقل للأماكن المجاورة عن طريق فتحات التهوية أو المجاري ، واستعماله فقط في المناطق غير الآهلة في السكان ، ويستعمل بنسب معيّنة من قبل مختصين .
وبفضل ما توصّل إليه العلماء من علوم وتقنية عالية ، تم صنع أجهزة لاستشعار تسرّب الغازات ، بحيث تقوم بتحديد نسبة التلوثّ في الهواء وذلك في دقيقة واحدة ، إضافة لتحديد نوع الغاز المتسرّب ، وتحديد مصدر تسرّبه ، ومن هذه الأجهزة : (H2S ، CO ، O2 ، SO2 ، PH3 ، CI2 ، NH3 ، NO2 ، HCN ، ClO2 ،O3 ، NO ) .
* بعض المبيدات الحشريّة التي تطلق غاز الفوسفين :
إن كثير من المبيدات الحشرية المحظورة دولياً بسبب خطورتها ، والتي يمنع تداولها وبيعها والترويج لها ، إلاّ ضمن ضوابط وشروط ، ومن هذه المبيدات :
- Magnesieum Phosphide وهي مادة ( فوسفيد المغنيزيوم ).
- Zinc Phosphide وهي مادة ( فوسفيد الزنك ) .
- أعراض التسمم بغاز الفوسفين :
إنّ مجرّد إحساس الشخص برائحة هواء تشبه البيض الفاسد ، عليه الحذر والخروج من المكان المنتشرة منه هذه الرائحة والتوجّه لمراكز الإسعاف بشكل سريع ، وعليه الانتباه إذا تظهر الأعراض بشكل تدريجيّ بحيث تبدأ بضيق في التنفّس ، ويليها الشعور بالدوخة والصداع ، وثمّ الغثيان ، فالإسهال ، ومصحوباً كل هذا بتعرّق بارد ورطب ، إضافة لخمول في الجسم وصعوبة في الحركة .
وحتى الآن لم يكتشف لها الغاز السام أي ترياق يقي من الإصابة به ، لذلك يعدّ من أكثّر المبيدات الحشريّة خطورة ، إذ يقوم بافتراس ضحاياه بشكل تدريجي ، وبصمتٍ مطبق .