تعتبر الأهرامات والتي هي من عجائب الدنيا السبع القديمة أحد أكبر الألغاز في العالم والتي لم يتم اكتشافها حتى الآن فبالإضافة إلى جمالها الرائع والروائع التي تكمن في داخلها فإنّ طريقة بنائها المتقنة بشكل كبير جداً في زمنٍ لم تتوافر فيه المعدّات المختلفة من جرافات وناقلات وحفارات وغيرها يعتبر أحد العجائب الكبيرة جداً والتي أعطت للأهرامات بشكل عام والأهرامات المصرية على وجه الخصوص طعماً من الإبداع الذي لا نستطيع أن نجده حتى في كثير من المباني المتقدمة التكنولوجيا في هذه الأيام، فلذلك اعتبرت الأهرامات في القديم وحتى الآن من عجائب الدنيا ونالت إعجاب الجميع من شتى العصور فأبدر المسلمون عند فتحهم لمصر إعجابهم بفنون البناء المستخدمة فيها وأبدى اليونان والذين يعتبرون من أكثر الحضارات تقدماً وخاصة من الناحية الجمالية والمعمارية والأدبية إعجابهم بهذه الأهرامات وتعجبوا من طريقة بنائها اللافتة للأنظار فوصفها الرحالة اليونان والرحالة من مختلف الحضارات فيما بعدهم بالأوصاف الرائعة والتي لا تفي هذه الأعاجيب حقها.
وقد تم بناء الأهرامات في أيام الفراعنة باستخدام عدد من الطرق ووسائل والأساليب ولا يزال بناء الأهرامات والطرق ووسائل المستخدمة في بنائها من الأمور الغامضة في التاريخ البشري فلا يوجد إجماع حتى الآن على الطريقة المستخدمة في بناء الأهرامات، إلّا أن علماء الآثار والتاريخ وضعوا بعض النظريات على طريقة بناء الأهرامات وليس من الضروري أن تكون هنالك فرضية واحدة فقط صحيحة فمن الظاهر أن الأساليب المستخدمة في بناء الأهرامات تطورت مع تطور الزمن فاستخدمت بذلك عدّة أساليب لبناء الأهرامات المختلفة.
ومعظم النظريات تفرض أنّ الحجارة المستخدمة في بناء الأهرامات تم جلبها من المقالع الحجرية ونحتها على شكل المكعبات التي تم بناء الاهرامات عليها باستخدام أزاميل نحاسية ومن ثم تم نقلها إلى أماكن بناء الأهرامات، إلّا أن الاختلاف بين النظريات المختلفة في الأساس تكون في طريقة نقل هذه الحجارة إلى أماكنها، وتشير بعض النظريات الأخرى إلى أنّ الأهرامات تم بناؤها باستخدام حجر الصب.
وبالإضافة إلى الخلافات في طريقة بناء الأهرامات فتوجد بعض الاختلافات أيضاً في القوى العاملة المستخدمة في بناء الأهرامات فهنالك بعض النظريات تشير إلى أن الأهرامات تم بناؤها من قبل العبيد الذين كانوا يعملون لدى الفراعنة وهذا ما افترضه اليونان في ذلك الوقت وبعد سنوات من بناء الأهرامات، أمّا الفرضيات التي وضعها علماء الآثار في الوقت الحالي فتشير إلى أنّ الأهرامات أو الأهرام الكبير في الجيزة على الأقل تم بناؤه من قبل قوىً عاملة متخصصة في ذلك المجال مقاب راتب أو بدلاً عن الضرائب المفروضة عليهم في تلك الفترة وقد تم اكتشف مخادع العمال في عام 1990، أمّا الفرضية الثالثة فتشير إلى أنّ الأهرامات تم بناؤها من قبل الأجانب القادمين من فلسطين.
