العراق
تعدّ العراق من البلدان ذات التاريخ العريق والموغل في القدم، ويقع العراق في غربِ قارة آسيا، وهي مطلّة على الخليج العربي، وتحدّها من الشّمال دولة تركيا، ومن الشّرق الجمهورية الإيرانية، ومن الجنوب كلاً من المملكة العربية السعودية والكويت، وغرباً سوريا والأردن. تَعاقبت على أرض العراق العديد من الحضارات التي أثّرت في المنطقة المحيطة بها، من حضارة سومر، والحضارة البابليّة والآشورية، وصولاً إلى الحكم العباسي في ظلّ الدّولة الإسلامية، وما زالت العراق إحدى الدّول المُؤثرة في الوضع الإقليمي والعالمي في التّاريخ المعاصر.
تاريخ العراق المعاصر
الانتداب البريطاني والحكم الملكي
تأسّس العراق الحديث من تَرِكةِ الدّولة العثمانية المُنهارة، وقد تشكّل من الوِلايات التالية: الموصل، والبصرة، وبغداد؛ فبعد هزيمة دول المحور في الحرب العالمية الأولى تَمكّنتْ بريطانيا من السّيطرة على الأراضي العراقية بموجب قانون الانتداب من عصبة الأمم المتحدة في عام 1920. قامت القوات البريطانية بقمع العديد من الثورات المناهضة للتحكّم البريطاني في مقدرات الشّعب العراقي؛ كثورة العشرين، وثورة دير الزور السورية، والتي امتدت آثارها إلى العراق، وعلى إثر تلك الثورات قرّرت بريطانيا تغيير سياساتها في العراق، لتتحول من الاستعمار المُباشر إلى تكوين حكومةٍ عراقيةٍ وطنيةٍ تحت الانتداب.
في يوليو من عام 1921 تمَّ إعلان الأمير فيصل ملكاً على العراق، ولقّب بالملك فيصل الأول، وبعد عشر سنواتٍ من هذ التّاريخ حدثَ أوَّل انقلابٍ عسكريٍ على الحكم في تاريخ العراق الحديث، وقد كان بقيادةِ بكر صدقي في عام 1936، تلا ذلك فترة من عدم استقرار نظام الحُكم. وصل الأمر إلى ذروته في عام 1941 مع ظهور حركة رشيد الكيلاني؛ حيث استطاع إبعاد الوَصيّ على الحُكم الأمير عبد الإله عن السلطة، واستمرّت التقلُّبات إلى قيام الجمهوريّة العراقية.
جمهورية العراق
في الرابع عشر من تموز عام 1958 استطاع تنظيمُ الضّباط الأحرار بقيادة عبد الكريم قاسم، وعبد السلام عارف الاستيلاء على الحكم في العراق، وتمكّنوا من قتل الملك فيصل الثاني، والوصي الأمير عبد الإله، ورئيس الوزراء نوري السّعيد، وتمّ إعلان العراق جمهورية، وبعد ذلك بخمس سنوات قام عبد السلام عارفاً بتنحية عبد الكريم قاسم؛ بسبب معارضته لسياساتِ نظام الحكم مع عدد من القيادات العسكرية، وتمَّ على إثر ذلك إعدام قاسم مع مجموعة من المسؤولين.
كان حزب البعث العراقي متولّياً السلطة السياسية في البلاد، ومع تتابع الأحداث السياسية، وقيام حركات تمردٍ كردية، أصبح أحمد حسن البكر رئيساً للجمهورية، ولمجلس قيادة الثورة في العراق، ولم يَدُم الأمر طويلاً حتى قام صدام حسين بِعزلِه وتولّي السلطة في عام 1971م.