إيران
هي إحدى دول غرب آسيا التي تضمّ مساحةً كبيرةً من الأرض تحتلّ بها المركز الثامن عشر على مستوى العام، تحدّ إيران أرمينيا وتركمنستان وأذربيجان شمالاً، ومن جهة الشرق باكستان وأفغانستان، وجنوباً خليج عمان والخليج العربي، ومن الغرب العراق، وتركيا من جهة الشمال الغربي، وطهران هي العاصمة وأكبر المدن من حيث الأهمية وفائدة السياسية والثقافية، ورغم العقوبات الموقعة على إيران من قبل الدول الكبرى إلا أنّها تضم بين أراضيها كميّاتٍ كبيرة من احتياطيات الطاقة في العالم من النفط والغاز الطبيعي.
تعود أهمية وفائدة إيران إلى العصور القديمة؛ حيث نشأت بها العديد من الحضارات التي كانت حلقةَ وصل بين الشرق والغرب، وقد أفادت الحضارة الإسلاميّة من العلماء الفرس في تطوير العلوم والفنون، وفي العصر الحديث حدث تحوّل كبير في إيران هو الثورة الإسلامية الشيعية التي كانت بإيعاز من القوى الاستعمارية في ذلك الوقت، وأدّت إلى الكثير من التغيرات في توازنات القوى في المنطقة.
تاريخ إيران المعاصر
السلطة في إيران
كانت السلالة الحاكمة لإيران في العصر الحديث هي سلالة بهلوي، وآخر ملوكها هو محمد رضا بهلوي الذي صعد إلى السلطة عام 1941م بعد عزل والده من قبل القوات البريطانية والسوفييتية، وقد عرف عن محمد رضا معاداته لطبقة العلماء الشيعة وميله إلى المعكسر الغربي على حساب المعسكر الشرقي واتخاذ طرق وخطوات لتحديث البلاد في هذا المضمار.
استمرّ بهلوي في الحكم حتى عام 1953م عندما قام رئيس الوزراء محمد مصدق بانقلاب عليه، وأمّن حقول البترول الإيرانية، الأمر الذي لم يرضِ القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة أن تجد رئيساً اشتراكياً في إيران، فقامت بتدبير انقلاب مضاد أطيح على إثره بحكومة مصدق وتمّ اعتقاله، وأعيد الشاه إلى الحكم مرّةً أخرى، وقد عرفت إيران في الفترة الثانية لحكم محمد رضا بهلوي أشكالاً مُتعدّدة من القمع السياسي والاجتماعي، خاصّةً للقوى المعارضة بصبغتيها الإسلامية والشيوعية.
الثورة الإيرانية
كانت الأوضاع في إيران تنذر بالانهيار منذ عام 1971م بسبب التبذير المفرط للشاه في الوقت الذي تزرح فيه العديد من الأقاليم الإيرانية تحت وطأة الفقر والجفاف، وبحلول عام 1976 كان الشاه قد استعاد جميع طبقات الشعب الإيراني بما فيها طبقة الملالي بتغييره التقويم الإيراني من السنة الهجرية إلى السنة الفارسية، وفي العام التالي اتّهم الشاه بقتل العديد من القادة السياسيين والمفكّرين بواسطة الشرطة السرية السافاك، وأشهرهم المفكّر علي شريعتي الذي كان يُعدّ المنافس الأقوى للخميني على الشعبية في إيران.
بحلول العام التالي بلغت الاحتجاجات الشعبية ذروتها، في الوقت الذي كانت فيه السلطة مزعزعةً إلى أقصى حدٍّ واكتسب الخميني شعبية جارفة مع تطور الأحداث خاصّةً بعد عودته من المنفى ليتولّى بعدها مقاليد الحكم ويبدأ الحكم الإسلامي الشيعي في إيران للوقت الحالي.