مقدمة
أصبحَ الاهتِمام بالمنازِل شغَفْ الكثير منْ النّاس وشُغلُهم الشّاغِل، فنرى الكثير منْ التّصامِيم التي تلفِت الانتِباه، والتي تكون مُميزّة ومُريحَة للعين، أصبحَ الاهتمام كبيراً لدّرجة أنّها أصبحت تخصُصَات تُدرَس في الجامعات كالدّيكور مثلاً، كل هذا منْ شأنِه أنْ يجعل المنازِل ذاتْ تصميم رائع، ومُنسّق بطريقة جميلة، وأصبح النّاس يتهافَتون على شِراء الأثاث الجميل، وكلْ ما يخُصْ الزّينة ويُضفِي على البيت جمالاً، ومنْ الأشياء التي نراها في أغلب المنازِل، والتي أصبحت جُزء أساسِي منْ إضافة المُتعَة إلى زوايا المنزِل هي أسماك الزّينَة، فوجود أسماك مُلوّنة في أحد جوانِب المنزِل تجعلُه مُمتِعاً أكثر، وتُضيف إليه لمسَة برّاقَة، إضافة إلى ذلك فإنّ تربية أسماك الزّينة هي هِواية تُلْهم الكثيرين، فتجدُهم لا يكّلُون ولا يمِلُون منْ هذه التّجربة الجميلة، وتَمتعُهُم برؤية اجمل وافضل منظَر منْ الألوان والأشكَال المُختلِفة لأسماك الزّينة، ولكنْ ليس الأمر بهذه البساطَة التي تتصورّها، فتربية الأسمَاك تحتاج إلى الكثير منْ العِناية والاهتمام، وهناك العديد من الأمُور التي يجِب عليك الالتِزام بها واتّباعِها لتكون على دِرايّة كامِلة بتربية الأسماك، وتُعرَف الطُرق الأنسَبْ للمُحافظة على الأسماك وجعلِها حيّة أكبر وقت مُمكِن وتهيئة الأجواء المُناسِبة لها، كي تبقى نشيطَة وتتحرّك على مدار السّاعة فما فائدة سَمك الزّينة بدون أيْ أنْ يتحرك، لذلك سيتّم ذِكر جُملة من المعلومات حول طُرُق العناية بالأسماك وما يجِب أنْ تفعلُه لتُحافِظ على هذه الكائنات البّريئة والجميلة.
طُرُق العناية بحوضْ سمك الزّينة
اختِيار المكانْ المُناسِب
أولاً لا بُدّ منْ اختِيار مكان مُناسِب لوضعْ الحَوض، ويكون في موضِع كامِل للرؤية وواضِح تماماً، ويجِبْ أنْ يكون المكان بعيد عنْ أشّعة الشّمس، لأنّ الشّمس تعمل على تسخين المياه مما يُؤدّي إلى موت الأسماك، ومن المُهِم وضع الحَوضْ على أرض مُستويّة لا تحتوي على أي مَيْل، ومنْ المُستحسَن أنْ يكون الحوضْ قريباً منْ مخرَج للتيار الكهربائي كي يتّم توصيل الأجهِزة التي تضّخ الهواء في الحوض.
تغيير مياه الحَوضْ
منْ التّعليمات المُهِمة والتي يجهلَها الكثير منْ النّاس، أنّه ليس منْ الصّحيح أنْ يتّم تغيير مِياه الحوض بكثرة، وهذا منْ الحالات التي تعمل على قتلِ السّمك بسبب الصّدمات المائية التي يتعرّض لها السّمك من تغيير الماء، لذلك يُفضّل استخدام فلاتِر لتنقيّة المياه بدلاً منْ تغييره، وعند تعبِئة الحوضْ بالماء للمرّة الأولى يجب التأكُد من نَظافتِه وخُلوّه من الأوساخ وبعد ذلك نعبِئ الحوضْ بالماء النّقِي، بكميّة تتناسَب مع حجم الحَوضْ.
درجِة حرارة المِياه
يجب معرفة أن الأسماك تعيش في درجِة حرارة تترّاوح بين22-27درجة مِئويّة، لذا يجب أنْ يتوفّر لدينا مِقياس لنقِيس به درجة حرارة الحَوْض، فإنْ كانت أقلْ من الدّرجة المعقولة فيجِب استخدَام سَخّاناً ليقوم برفِع درجة الحَرارة إلى الدّرجة المُناسِبة، وإذا كان العكس ودرجة الحَرارة أعلى من الدّرجَة الطّبيعيّة التي يعيش فيها السّمك، فيجِب أنْ نستخدِم جِهازاً مُبّرِداً لخفض درجِة حرارة المياه، كل هذا كي نُحافِظ على الأسماك حيّة، ونُهيِئ لها درجات الحَرارة المُناسِبة التي تحميها منْ البُرودة أو السُخونَة.
الأكسِجين
لكيْ تقوم بتوفير الأكسجِين للأسماك، يُمكنُك الاستعانة بأجهِزة مُخصّصَة لضّخْ الهواء بشكِل مُستمِر، وتتميّز هذه الأجهِزة بقوتِها وتحمُلّها لفترات طّويلة، ولإضافة لمسّة جَماليّة للحوض، هُناك أشكال إسفنجِيّة مُتعدِدة مُخصّصة لمضّخَات الهواء لعمَل فُقاعات أكسِجين في جعِل منظر الحوضْ جذّاباً.
الإضَاءة
يحتاج السّمك أيضاً إلى إضَاءة مُناسِبة، لذلك يُمكنُك الاستعانة بمصابِيح مُخصّصة لأحواض السّمك، وهي ذات أشكال مُتعدِدة وألوان كثيرة تجعل الحَوضْ جميلاً خاصّة في الليل، وهذا يُوفر رُؤية للأسماك في اللّيل، كي تستمتع بوقتِها.
أنواع الأسماك
نأتي إلى أهمْ خُطوة وهي شِراء الأسماك، ولكُثرة أنواعها وألوانِها وأحجامِها يجبْ أنْ نعرِف عنهُم معلومات كثيرة كيْ نُقرِر ما النوع المُناسِب لشرائِه، فليس منْ المنطِقِي أن نضَع أسماك عِدائيّة بطبعِها مع أسماك هادِئة، أو أسماك كبيرة مع أسماك صَغِيرة لأنّها ستقوم بافتراسِها، لذلك علينَا اختيار أنواع تُناسِب بعضها البعض ويُمكنُها التّعايُش مع بعضها.
طعام السّمَك
نأتي إلى طَعام السّمك، فهُناك أفكار خاطِئة عن الطّعام ألا وهي أنّ الأسماك تأكُل كثيراً لذا يُوضع لها طعام بكِميات كبيرة، وهذا الاعتقَاد خاطِئ، فالأسماك لا تأكُل كثيراً، لذا يكون كافِياً لو تمّ وضع الطّعام للأسماك مرّة واحِدة في اليوم وبكميّة قليلة، بحيثُ لا يكون هُناك فائِض لأنّ الطّعَام الفاضِي الذي يبقى في الماء منْ المُمكِن أنْ يتخمّر ويتحوّل إلى فِطريات في جِلْد السّمكة ويُسبِب لها الموت.
تنظِيف الحَوضْ
عند القِيام بتنظِيف الحَوضْ، بعد إفرَاغ السّمك والمِياه، منْ الخُطورة أنْ يتّم تنظيف الحَوض بمواد كيماوية لأنّها تبقى مُلتصِقة بالحوض، وهذا يُضِر بالأسماك ويقتُلها لذلك يجب أنْ يكون التّنظيف باستخدام مواد غير كِيماوية، ليقِلْ الخَطَر عن الأسماك، وأيضاً يجِب أنْ ننتبِه ونكون حَذِرين عند قيامِنا بتنظِيف الحوض كي لا تحدُث به أيْ شُروخ، ولا ننسى أنْ نقوم بتنظِيف كل الأدوات التي تمّ استخدَامِها داخل الحوض، منْ زِينة وإسفنجَات أكسجين والحَصَى المُلّون وغيرها.
الإمساكْ بالسّمك
الكثير يُخطِئ بالطّريقة التي يُمسِك بها السّمَك، فليس من الجِدّي أنْ يتّم مَسكْ السّمك باليد وذلك للحِفاظ على المادّة المُخاطِيّة التي يُحيط بها سمَك الزّينة نفسُه لِحماية جلده من الفطريات والبكتيريا، لذلك قاموا بصناعة شِبَاك خاصّة بأسماك الزّينة للإمسَاك بها دون لمسِها والإضرَار بها.
شِراء السّمك
عند شِرائك السّمك، في العادة يقوم البائِع بوضِع السّمك في كيس منْ البلاستِيك به ماء ويضَع السّمَك فيه ويُغلِقُه، عندما نرجِع للبيت ليس منْ الجَيد أنْ نضع السّمك مُباشرة في الحوضْ حتى لا يُصاب بصَدْمَة من تغيُر المياه، ودرجة حرارتُه، لذلك منْ المُفضّل أنْ يتّم وضع الكيس كتعرف ما هو في الحوضْ لبِضع دقائق حتى يتعادّل درجة حرارة مياه الكِيس مع مياه الحوضْ ومن ثُم يتّم فتحْ الكِيس وإخراج السّمك وقتها لنْ يشعُر السّمَك بأيْ تغيِير.
فِلتَر المِياه
لا بُدّ أنْ نستخدم فِلتَر المياه، وهو من الأجزاء المُهِمة المُكمّلة لاقتِناء حوض سمك الزّينَة، حيثُ أنّ الفِلتَر يقوم بتنقيّة مياه الحوضْ وتجديدَها وتنظيفَها منْ الأوساخ، والحِفاظ على لونْ المِياه من التّعكُر بُسرعة، لأنّه إذا تعكّرت المياه ستُصبح رؤية الأسماك بصُعوبة ولنْ يكون منْظراً مُلائِماً، لذلك لا بُدّ منْ وجُود فِلْتر يُحافِظ على المياه ونَقاوتِها، ويجب تنظيف هذا الفِلْتَر أسبوعِياً لأنّه يكون قد مُلِيء بالأوساخ التي عَلقَت فيها منْ عَملية التّكرار لمياه الحَوضْ.
في نهاية الأمر هناك الكثير من التّعليمات التي لا يسعُنِي ذِكرَها ولكنْ لا تنسى أنْ تسأل بائِع أسماك الزّينة أنْ يُعطيك المزيد منْ التّعليمات حول الطُرق السّليمة لتربية أسماك الزّينة، واجعل يومَك جَميلاً بإضافة حوضْ منْ الأسماك في منزِلك تراه منْ وقت لآخر، فتشعُر أنّ بالمنزل حياة طبيعيّة، هذا الشُعور جميل حتى أنّ هُناك أشخاص يملِكون أحواضْ ضخمة في منازِلهم ولديهم أنواع كثيرة منْ الأسماك، فهُم يستمتِعون بالمنظَر الجميل الذي يُضيفُه حوضْ سمك الزّينة، فتجدُهم يترُكون مُشاهدة التّلفاز ويتأمّلون حوض السّمك، لأنّه رُؤية الأسمَاك وهي تلعب وتمرَح شيء مُمتِع ولا يُمَل منه، لذلك إذا أردتَ أنْ تملِك حوضْ سمك فعليك الحِفاظ على الحوض وعلى السّمك أيضاً واتّباع التّعليمات الخاصّة بها، وأيضاً يُمكنُك قراءة الكُتُب الخاصّة بأسماك الزّينة والاستفادَة منها وزيادة ثقافتِك إنْ كنتَ ممنْ يستمتِعون بتربيّة أسماك الزّينة.