جمهوريّة الهند هي دولة تقع في جنوب قارّة آسيا، وهي الدولة السّابعة في الترتيب من حيث كبر المساحة الجغرافيّة للبلد، والدّولة الثانية في العالم من حيث عدد السكّان والكثافة السكّانيّة فيها. يحيط بها من الجنوب المحيط الهنديّ، ومن الغرب يحدّها بحر العرب، ومن الشرق خليج البنغال.
الهند تعتبر مهد حضارة وادي السّند، وقد كانت طريق للتجارة التّاريخيّة للعديد من الإمبراطوريّات التي مرّت عليها. انتشرت فيها العديد من الأديان، منها الهندوسيّة، والبوذيّة، والسيخيّة، حتّى وصلتها الأديان السماويّة اليهوديّة والمسيحيّة، بما فيها الإسلام منذ عهد الفتوحات الإسلاميّة. وقد استعمرت بريطانيا الهند واستغلّت خيراتها حتّى منتصف القرن العشرين، وقد نالت استقلالها منها عام 1947م. بعد أن نالت الهند استقلالها أصبحت دولة وجمهوريّة ديموقراطيّة، تتكوّن من ثمان وعشرين ولاية، وتمتلك اقتصاداً قويّاً يصنّف في المرتبة الثانية عشر في العالم.
على الرّغم من قوّة اقتصادها لتوّفر الأيادي العاملة بكثرة، إلّا أنّها لا تزال تعاني من الكثير من المشاكل، أهمّها الفقر، وسوء التغذيّة، والأميّة، وبعض المشاكل وعيوب العنصريّة للتّعدد الكبير في الديانات فيها، والأهمّ من ذلك كلّه التفجّر السكّاني والكثافة السكانيّة العالية وما يتبعها من مشاكل وعيوب أخرى.
تأتي الهند في المرتبة الثّانية بعد الصّين في الكثافة السكّانيّة وتعداد السكّان، حيث يقدّر عدد سكّانها حوالي مليار وسبع وعشرين مليون نسمة، وهم يمثّلون ما نسبته 17% من سكّان العالم. وقد كانت الثورة الخضراء السبب الأساس في هذه الزيادة الكبيرة، حيث حدث تطوّر طبيّ، وتطوّر زراعي ساعد في زيادة هذه الكثافة. يتركّز السّكان في المدن الكبيرة في الهند مثل مومباي العاصمة، ودلهي، وكالكوتا، وحيرد أباد، وغيرها. وقد أدّى هذا التفجّر السكّاني أيضاً إلى تعدّد كبير في اللّغات الموجودة في الهند، حيث يوجد فيها 21 لغة رسميّة على الأقلّ، والهنديّة الآريّة هي اللغة الأولى فيهم.
لقد كان للكثافة السكّانيّة في الهند أثر سلبي عليها، فرغم قدرتها على تطوير قدراتها الاقتصاديّة إلّا أنّ الكثافة السكّنيّة كانت سبباً في إيجاد العديد من المشاكل وعيوب الإجتماعية. وقد حاولت الحكومة الهنديّة أن تضع بعض السياسات والقوانين لتخفيض نسبة زيادة السكّان، منذ عام 1956م وضعت قانوناً يقضي بتحديد النّسل، لكن لم يتمّ الإلتزام بهذا القانون لجعله غير إلزامي للسّكان بعد عدّة سنين. وقد زاد عدد سكانها خلال العقد الأخير 181 مليون نسمة.
وتشير التوّقعات إلى أنّ الهند بحلول عام 2050م ستتجاوز الصّين في عدد السكّان، لتكون الدولة الأولى في العالم من حيث عدد السكّان. في حين أنّ الصيّن، قد وضعت قوانين صارمة تمنع أن يكون لأيّ عائلة أكثر من طفل واحد فقط في محاولة لتخفيض عدد السكّان. بعد الصين والهند تحلّ الولايات المتحدّة الأمريكيّة في المرتبة الثالثة، تليها إندونيسيا، ثمّ البرازيل، ثمّ باكستان، ثمّ نيجيريا، ثمّ روسيا، ثمّ اليابان.