في البداية يجب علينا التعريف ومعنى بدولة الهند، فهي تقع في جنوب آسيا، وهي من أكثر البلدان ازدحاما بالسكان، حيث يبلغ عدد سكانها في تعداد العام 2011 ب 1,210,193,422 ، ويشكل عدد سكان الهند سدس سكان العالم، حيث تضم 17% من سكان العالم.
وهي مدينة تتقدم بشكل سريع جداً في النمو الاقتصادي، والذي يقوم أساساً على مصطلح اقتصادي يسمى الاستقطاب، حيث لتدني الأجور، وكثرة الأيدي العاملة في الهند، أصبحت وجهة لكثير من الشركات العالمية لتأسيس مصانعها، بالإضافة إلى التسهيلات المقدمة من الحكومة للمستثمر الأجنبي، مما يشكل عامل إضافي للزيادة المهولة في الاستثمارات الأجنبية، وقد يفسر هذا النمو الاقتصادي زيادة معدل النمو الاقتصادي لهذه الدولة.
تضاعف عدد السكان في الهند خلال الستين سنة الماضية بنسبة 300% ، وبالتأكيد قريباً سوف يبلغ عدد السكان في الهند المليار ونصف، ما يشكل عبئاً على الدولة في توفير فرص العمل، والدراسة، وأساسيات الحياة.
(بيشار، مادهيا، براديش، وأوريسا، وراجاستان، وأوتار براديش) تضم هذه الولايات الهندية الفقيرة الكبرى 45% من سكانها، و56% من فقرائها ؛ مما يشكل تحدياً كبيراً للحكومة الهندية.
تحقق الهند معدلات سريعة في النمو الاقتصادي والصناعي، ولكن تشكل هذه الولايات الخمس نمو اقتصادي بطئ نسبياً، يقابله نمو ديموغرافي سريع.
كما يمثل الخطر البيئي، الذي يفرضه المليار والنصف من السكان التحدي الأساسي الآخر. لقد تصاحب النمو السكاني السابق في الهند، مع التحسن في النظام الصحي، والتعليمي، والضمان الاجتماعي، وحتى لو كان معدل هذا التحسن بطيئاً، ولكن المعاناة كانت من نصيب البيئة.
تفيد بعض الدراسات بأن الهند قادرة على تحقيق معدلات أسرع في النمو الاقتصادي والصناعي، ويمكنها أن تحقق معدلات أعلى في توفير استهلاك الطاقة، وبالطبع بيئة أفضل، ولكن هذه الأمور لم تحصل حتى الآن، فمازال تلوث الهواء، والتربة، والمياه، في تزايد ، الأمر الذي يسبب مئات الآلاف من الوفيات سنوياً.
في بعض الإحصائيات التي تم نشرها مؤخراً، أظهرت الهند كأسوأ معدل للانتهاكات في حق الأنثى، بتفضيل الذكور على الإناث، حيث انخفض عدد الإناث فيما يقابل الذكور ؛ لكثرة إجبار النساء على إجهاض الاجنة الإناث خلال فترة الحمل ؛ مما أدى إلى ظهور هذه النسب، حيث بلغ عدد الذكور مقارنة بالإناث لكل 1000 طفل وليد في الهند إلى 914 مولوداً ذكراً مقابل 86 أنثى، حسبما أفادت البيانات التي نشرت مؤخراً.
وقامت الحكومة الهندية بحظر فحوصات تحديد نوع المولود في عام 1996 ؛ لمنع الأزواج من إجهاض زوجاتهم في حال كان الجنين أنثى، لكن يستمر إجهاض النساء، حيث يقدم الأطباء الخصوصيون هذه الفحوصات.
تقع الهند في المرتبة الثانية بعد الصين، بناء على عدد السكان، ويبلغ تعداد سكان الهند ما يساوي عدد سكان الولايات المتحدة، وإندونيسيا، والبرازيل، واليابان، وبنغلاديش، وباكستان مجتمعة، وتشير الدراسات بأن الهند قد تتجاوز الصين من حيث عدد السكان بحلول عام 2030.
