عندما جاء الإسلام الطريق أنه بعيد عن يد الإسلام التي طالته ، وحاكمته ، وأقامت عليه حد الحرابة الذي، كان الهدف منه نشر روح المحبة والتسامح والإخاء بين الناس ، وجعل الحق الإنساني فوق كل شيء على الأرض ، وأي انتهاك للحق الانساني كان يعني أنتهاك لحقوق المسلم بصفة عامة ، وكانت تقوم الدنيا ولا تقعد لمشكلة تحدث بين مسلمين ويسب أحدهما الآخر ، ومع تطور الحياة الدينية ، ودخول العديد من القبائل في الدين الاسلامي ، بدأت شوكة الاسلام تزيد وتقوى ، وبدأت المعاملات الإنسانية ، والإسلامية تنتشر بين البشر على مستوى العالم ،فالتطاول على مسلم يعني حرب على الدين كله ، وكانت تقوم الحروب لأجل ذلك ، وعندما زادت رقعة الفتوحات الاسلامية ، وفرض الجزية على غير المسلمين الذين يعيشون بين الأطياف المسلمة ، كان هناك العديد من الأحكام التي لم تجر على غير المسلم ، ومن بينها حد الحرابة ، والحرابة يعني أن يقوم الشخص بقطع الطريق عن أخيه بحجة السرقة والنهب والقتل وغيرها ، وانتشرت هذه الأمور في شبه الجزيرة العربية بوجه الخصوص لأنها مدينه كبيرة جداً ، ويقطع طرقها الصحاري والوديان وغيرها ، وأعتقد الشخص الذي يقطع كان قاسياً جداً ، ولكنه جاء لمن يستحقه على وجه الخصوص ، ولعلنا نشاعد العديد من البرامج التلفزيونية التي تنادي بضرورة الإسراع في الامساك بهؤلاء ، وأصبحوا يسمون في واقعنا الحالي بالهجام ، وقطاع الطريق ، لآنه يقطع الطريق عن الامنين ، ويروعهم ، ويسرق قوت عيشهم ، ويرهبهم في حياتهم ، وهذا أمر رفضه الإسلام بكافة أطيافه ، ولم يقتصر الأمر على حد السرقة والقتل فقط ، وانما وصلت مواصيله إلى حد الخطف والإعتداء الجنسي على بنات المسلمين وزوجاتهم ، الأمر الذي هاجت عليه القبائل العربية رغبة في الثأر من أولئك الذين استطاعو أن يمسكوا بهم ويقدموهم للعدالة ، فما فعلوه ، لم يكون قليلاً على الاطلاق ، وانما كان سفكا وهتكا بأعراض المسلمين ، وأموالهم . وأنفسهم ، وأمور حياتهم.
حد الحرابة :-
وقد جاء في القرأن الكريم عن حد الحرابة ، وكان الحكم واضحاً وجلياً ، وجاءت الآيات الكريمة واضحة ، فكان العقاب أن يمسك الذين يقطعون لطرق ووسائل ، ويعيثون في الارض فساداً أن يقتلوا كما يقتلوا الناس ، وتقطع أرجلهم وأيديهم عقابا لهم على ما فعلوه ، ويصلبوا ، وتأكل الطير من أجسادهم ، وهذا فقط هو عقاب الدنيا ، فيما توعدهم الله بالعذاب العظيم يوم القيامة ، يوم لا ينفع مال ولا بنون .
وختاماً فإن حد الحرابة يسقط عن الشخص في حال توبته ورجوعه إلى الله عز وجل ، حتى يتقبله الله ويتقبله المسلمون جميعاً .