رحمة الله
من رحمة الله سبحانه وتعالى بالخلق ولطفه بهم أن جعل باب التوبة من الذنوب والاستغفار مفتوحا ما دامت الروح في جسد الإنسان، ففي الحديث الشريف إن الله يقبل التوبة من العبد ما لم يغرغر، وإن هذه الرحمة الإلهية مردها إلى علم الله تعالى بطبيعة النفس البشرية وما جبلت عليه من حب الشهوات والمتع الكثيرة، لذلك فالنفس تضعف أحيانا وتقل حيلتها أمام المغريات فيقع الإنسان في الذنب فيعصي الله من غير قصد أو إرادة أو إصرار على الذنب.
قد كتب الله سبحانه وتعالى الرحمة على نفسه فهو جل وعلا يرحم الناس بمغفرته لهم وتوبته عليهم، ولا يرتضي لهم طريق العصيان والمخالفة والضلال وإنما يرتضي لهم طريق الإيمان والرشاد سبيلا ومنهجا في الحياة، فالمؤمن يدرك طريقه بعد أن جاءت الشريعة الإسلامية بالمنهج الواضح الذي لا لبس فيه في كافة شؤون الحياة، أما العاصي فإنه يتنكب الصراط لإصراره على لزوم طريق الشر والعصيان وقد تدركه المنية ويأتيه الموت وهو قائم على معصية الله تعالى فيموت ميتة سوء ووبال.
ميتة السوء
ميتة السوء هي الميتة والخاتمة التي يختم بها الإنسان حياته وتأخذ طابعا مؤلما سيئا خلاف ميتة الصالحين والأولياء وخاتمتهم الحسنة، ولا شك بأن ميتة السوء تأخذ أشكالا كثيرة فقد يموت الإنسان والعياذ بالله وهو على غير سنة الرسول عليه الصلاة والسلام، أو قد يموت فجأة من دون سابق إنذار وهو يشاهد فيلما خليعا أو يرتكب فاحشة ومنكرا، أو وهو جالس في مكان يستهزئ فيه بالله تعالى ويكفر به وهو مشارك في ذلك المجلس أو راض عنه، إلى غير ذلك من سوء العاقبة والمآل.
وسائل دفع ميتة السوء
لا شك بأن القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة قد بينت للمسلمين المنهج في اجتناب ميتة السوء، فهناك الأدعية المأثورة الكثيرة التي تحفظ الإنسان وتثبته على طريق الخير والطاعة ومنها (اللهم يا مقلب القلوب، ثبت قلوبنا على دينك )، فغاية التثبيت أن يظل المسلم على حاله في الهداية فلا يضل أو يبتعد عن الدين فيسبق عليه الكتاب فيموت موتة سوء.
كما بين الشرع الحنيف وسائل لدفع ميتة السوء، فقد ورد في الأثر حديث عن النبي عليه الصلاة والسلام يذكر فيه فضل الصدقة وأنها تدفع غضب الرب وكذلك تدفع ميتة السوء، فالصدقة تعني البذل والعطاء ووقاية النفس من الشح والبخل، واستمرار عطاء النفس يؤدي بفضل الله ورحمته إلى حفظ الإنسان في حياته ورعايته ودفع ميتة السوء وسوء الخاتمة عنه.