اتخاذ القرار وحل المشكلات
لإتخاذ القرارات السليمة في حل المشكلات يجب القيام بالتفكير المنهجي في سبيل الوصول للحل ، فبداية يجب تحديد نوع المشكلة ، إذا كانت مشكلة نظم أو مشكلة إنسانية ، أو مشكلة إقتصادية . و هناك في العموم عدة ما هى اسباب لوقوع المشكلة تنبع من خصائص كل نوع من أنواع المشكلات ، فمن هذه الما هى اسباب مثلاً تعدد الأهداف وتعارضها وهو ما يجعل من الإنحياز إلى تحقيق هدف دون آخر أمراً صعباً ، وهناك محدودية الموارد التي تكون سبباً في ظهور مشكلة في طريقة توزيع تلك الموارد المحدودة على أوجه الإستخدام المختلفة ، وهناك المشاكل وعيوب التركيبية وتحدث نتيجة تداخل عوامل مختلفة ومتداخلة مما يجعل من الصعب تفكيكها وحصرها ، إضافة إلى الغموض النسبي للما هى اسباب والمحدودية النسبية للمعرفة بتلك الما هى اسباب التي أدت إلى وقوع المشكلة .
وهناك اسلوب علمي لتحليل المشكلات يتمثل في :
أولا إدراك المشكلة ، ظهور أعراض مرضية يلفت النظر إلى وجود خلل في يستوجب التحليل وسرعة الدراسة . أي أن آلية تحليل وحل المشكلات تبدأ بناء على ظهور مظاهر خلل يستوجب الانتباه, أن تعريف ومعنى المشكلة هو وجود انحراف عتعرف ما هو مخطط . ومثلما تدرك الأم بوجود مشكلة لطفلها عند ظهور أعراض مرضية له مثل ارتفاع درجة الحرارة ،كذلك يدرك الفرد أن بوادر مشكلة معينة ستلوح في الأفق فتبدأ بتحليلها والتعامل معها, وأهمية وفائدة الخطوة الأولى تكمن في أن عدم الاهتمام بالأعراض و بالتالي عدم إدراك المشكلة قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة تتمثل في عدم قدرة الإدارة على التعامل مع المشكلات المحيطة لأنها لم تستعد لها جيداً .
ثانيا تعريف ومعنى المشكلة ، فالتعامل مع أعراض المرض مثلا لا يؤدي إلى الشفاء التام من المرض ، كذلك هي المشكلات ، ويمكن تحديد المشكلة عن طريق تتبع أسبابها وظروف حدوثها ومعدل تكرارها وصولا إلى الما هى اسباب الحقيقية التي أدت لظهور أعراض المشكلة ، وعن طريق هذا المنهج يمكن تحديد المشكلة الحقيقية تحديداً دقيقاً ويجب في هذه المرحلة وضع إطار زمني لحل المشكلة والبدء في تنفيذ الحلول المقترحة . وذلك عن طريق جمع المعلومات الضرورية حول المشكلة ،وتحليل المعلومات المتاحة ، ثم وضع البدائل الممكنة في ضوء الموارد وتقيمها لمعرفة الأنسب ، ثم تطبيق البديل الأنسب ، وفي النهاية يجب تقييم النتائج لمعرفة مدى النجاح في حل المشكلة .
ان عمليات اتخاذ القرار قد تكون مهمة صعبة جداً ، ومن أصعب المهام الإدارية خاصة إذا كانت قرارات تتعلق بمواضيع حاسمة ويترتب عليها نتائج كبيرة ، وتقوم على تحديد الخيار الأنسب واختياره لمعالجة الموضوع الرئيسي وليس هوامش المشكلات ، ولذلك تتطلب عمليات اتخاذ القرار العناية والتأني في جميع مراحلها ، بدءا من تحديد المشكلة الرئيسية و مروراً بدراسة الحلول واختيار الأنسب منها ، وحتى متابعة الحلول وتقييم النتائج . فالقرارات الصحيحة والسليمة العلمية لا تخرج من الإرتجال والتسرع ، بل من التعقل والمعرفة والحكمة التي تأتي بالدراسة المتأنية .