عمر المختار
عمر المختار هو ابن عمر المنفي من قبيلة الهلالي، ولد في الجبل الأخضر وقام أبوه بتربيته تربيةً إسلاميةً حسنةً على القرآن والسّنة، ولقبهُ الشّهير عمر المختار وشيخ المجاهدين، فقد كان أهم قائدٍ في السّنوسية في ليبيا، وكان أشهر المقاومين المسلمين؛ فقام بمقاومة الغزو الإيطالي لسنواتٍ طويلةٍ وكان يبلغ من العمر 53 عاماً.
تاريخ عمر المختار
اشتهر عمر المختار عن شيوخ الحركة السّنوسية؛ فكان له سمعةٌ طيبة وحسنة فقام محمد المهدي وهو ثاني زعماء السّنوسية بأخذه معه في رحلة لجنوب الكفرة وهي منطقة تقع شرق الصّحراء اللّيبيّة، وأثناء الطّريق قام عمر المختار بمقاتلةِ أسدٍ قام بالتّعرضِ للقافلةِ وسلخَ جلده وقام بتعليقه، فقام السّنوسي بتعيينه شيخاً لبلده. وبقي عمر في منصبه هذا لمدةِ ثماني سنوات، وقام في هذه الفترةِ بمحاربةِ الانتداب البريطاني، والمشاركة في معركة السّلوم.
في عام 1911 قام عمر المختار بمقاومة الإيطاليين الذين قاموا بإعلان الحربِ على بنغازي، وأُعلنت فيما بعد حروب البلقان التّي أجبرت فيها الدّولة الإيطاليةُ على عقد الصّلح مع الدّولة العثمانية، وبعد حروب متعددة والحروب الصّحراوية بين الفرنسيين في تشاد والعثمانيين لقي عمر المختار نفسه أصبح مقاتلاً ماهراً، وابتعد عن تعلّم القرآن والفقه؛ وتحوّل لمجاهد يقاتل في سبيل الله، وقد شارك في الكثير من المعارك والحروب لكن تمّ اعتقاله في عام 1930 من قبل الجنودِ الطّليان.
إعدام عمر المختار
تمت محاكمة عمر المختار في عام 1931 بتاريخ 15 سبتمبر، فأعدّ الطليان مكاناً للمحاكمةِ في البرلمانِ القديم، وكانت محاكمتهُ محاكمةً صوريةً فقط؛ فقد تمّ إنشاءُ مشنقتهِ وإعدادها قبل المحاكمة، وتم إحضارُعمر المختار إلى المحكمة مكبلاً بالحديد، وكان عمر المختار صريحاً وقوياً.
بعد الانتهاء من استجوابه وقف المدعي بيدندو وطالب بإعدام عمر المختار. وفي صباح اليوم التّالي يوم الأربعاء 16 سبتمبر 1931 تم اتخاذ جميع الإجراءات في إعدام عمر بمركزِ سلوق، وقامت جميع أقسام الجيش والطّيران و20 ألف من أهالي المعتقلين بحضور الإعدام، وقام الجنود بإحضار المختار مكبلاً بالسلاسلِ.
في تمام السّاعة التّاسعة تم تسليمه للجلاد وقامت إحدى الطّائراتِ الحربية بالتّحليق في سماء ساحة الإعدام على مسافةٍ قريبةٍ لتجنب سماعِ الحضور كلامَ عمر إن تكلّم ونطق الشّهادتين وتم تعليقه على المشنقة واستشهد.
كان الهدف من إعدامه إضعاف الرّوح المعنوية للمقاومين اللّيبيين والقضاء على قوتهم وحركاتهم، لكن لم تكن النّتيجة كما رغب الطّليان وانتهى الأمر بطردهم خارج البلاد.