عمر المختار قائد ليبي عظيم، إن لم يكن من احسن وأفضل القادة الليبين فقد حار بدفاعا عن بلده ومبادءه الإيطاليين لمدة عشرين عام، وله عدة القاب منها أسد الصحراء وشيخ الشهداء وشيخ المجاهدين، وهنا بهذا الموضوع جمعنا لكم أشهر أقواله.
أقوال عمر المختار
- إن الظلم يجعل من المظلوم بطلا، وأما الجريمة فلا بد من أن يرتجف قلب صاحبها مهما حاول التظاهر بالكبرياء.
- إنني أؤمن بحقي في الحرية، وحق بلادي في الحياة، وهذا الإيمان أقوى من كل سلاح.
- لما حكم القاضي على عمر بالإعدام شنقا حتى الموت قهقه عمر بكل شجاعة قائلا الحكم حكم الله لا حكمكم المزيف.
- لئن كسر المدفع سيفي فلن يكسر الباطل حقي.
- إن الضربة التي لا تقصم ظهرك تقويك.
- سوف تأتي أجيال من بعدي تقاتلكم، أما أنا فحياتي سوف تكون أطول من حياة شانقي.
- أماه لا تجزعي فالحافظ الله إنا سلكنا طريقا قد خبرناه
- من كافأ الناس بالمكر كافاؤه بالغدر.
- كن عزيزا وإياك أن تنحنى مهما كان الأمر ضروريا فربما لا تأتيك الفرصة كى ترفع رأسك مرة أخرى.
- س : لماذ حاربت بشدة متواصلة الحكومة الفاشيستية؟
- اننا نقاتل لأن علينا أن نقاتل في سبيل ديننا وحريتنا حتى نطرد الغزاة أو نموت نحن وليس لنا أن نختار غير ذلك إنا لله وإنا إليه راجعون.
- التردد أكبر عقبة في طريق النجاح.
- إن الضربات التي لا تقصم ظهرك تقويك.
- حينما يقاتل المرء لكي يغتصب وينهب، قد يتوقف عن القتال إذا امتلأت جعبته، أو أنهكت قواه، ولكنه حين يحارب من أجل وطنه يمضي في حربه إلى النهاية.
- نحن لن نستسلم، ننتصر أو نموت.
نبذة عن حياة عمر المختار
عمر المختار (1862 – 1931) مجاهد ليبي حارب قوات الغزو الايطالية منذ دخولها أرض ليبيا إلى عام 1931. حارب الإيطاليين وهو يبلغ من العمر 53 عاما لأكثر من عشرين عاما في أكثر من ألف معركة واستشهد باعدامه شنقا وتوفي عن عمر يناهز 73 عاما. لقب بشيخ الشهداء، وشيخ المجاهدين، وأسد الصحراء: حصد عمر المختار إعجاب وتعاطف الكثير من الناس أثناء حياته، وأشخاص أكثر بعد إعدامه، فأخبار الشيخ الطاعن في السن الذي يقاتل في سبيل بلاده ودينه استقطبت انتباه الكثير من المسلمين والعرب الذين كانوا يعانون من نير الاستعمار الأوروبي في حينها.
نسبه
هو عمر المختار محمد فرحات ابريدان امحمد مومن بوهديمه عبد الله – علم مناف بن محسن بن حسن بن عكرمه بن الوتاج بن سفيان بن خالد بن الجوشافي بن طاهر بن الأرقع بن سعيد بن عويده بن الجارح بن خافي (الموصوف بالعروه) بن هشام بن مناف الكبير. من بيت فرحات من قبيلة بريدان وهي بطن من قبيلة المنفة أو المنيف والتي ترجع إلى عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن أولى القبائل الهلالية التي دخلت برقة. أمه هي عائشة بنت محارب.
نشأته
ولد عمر المختار في البطنان ببرقة في الجبل الأخضر عام 1862، وقيل عام 1858، وكفله أبوه وعني بتربيته تربية إسلامية حميدة مستمدة من تعاليم الحركة السنوسية القائمة على القرآن والسنة النبوية. ولم يعايش عمر المختار والده طويلا، إذ حدث أن توفي والده وهو في طريقه إلى مدينة مكة لأداء فريضة الحج، فعهد وهو في حالة المرض إلى رفيقه أحمد الغرياني (شقيق شيخ زاوية جنزور) بأن يبلغ شقيقه بأنه عهد إليه بتربية ولديه عمر ومحمد. وبعد عودة أحمد الغرياني من الحج، توجه فورا إلى شقيقه الشيخ حسين وأخبره بما حصل وبرغبة مختار بن عمر أن يتولى شؤون ولديه، فوافق من غير تردد، وتولى رعايتهما محققا رغبة والدهما، فأدخلهما مدرسة القرآن الكريم بالزاوية، ثم ألحق عمر المختار بالمعهد الجغبوبي لينضم إلى طلبة العلم من أبناء الأخوان والقبائل الأخرى.
حصد عمر المختار انتباه شيوخه في صباه، فهو اليتيم اليافع، الذي شجع القرآن الناس وحثهم على العطف على أمثاله كي تخفف عنهم مرارة العيش، كما أظهر ذكاء واضحا، مما جعل شيوخه يهتمون به في معهد الجغبوب الذي كان منارة للعلم، وملتقى للعلماء والفقهاء والأدباء والمربين، الذين كانوا يشرفون على تربية وتعليم وإعداد المتفوقين من أبناء المسلمين ليعدوهم لحمل رسالة الإسلام، ثم يرسلوهم بعد سنين عديدة من العلم والتلقي والتربية إلى مواطن القبائل في ليبيا وإفريقيا لتعليم الناس وتربيتهم على مبادئ الإسلام وتعاليمه. مكث عمر المختار في معهد الجغبوب ثمانية أعوام ينهل من العلوم الشرعية المتنوعة كالفقه والحديث والتفسير، ومن أشهر شيوخه الذين تتلمذ على أيديهم: السيد الزروالي المغربي، والسيد الجواني، والعلامة فالح بن محمد بن عبد الله الظاهري المدني، وغيرهم كثير، وشهدوا له بالنباهة ورجاحة العقل، ومتانة الخلق، وحب الدعوة، وكان يقوم بما عليه من واجبات عملية أسوة بزملائه الذين يؤدون أعمالا مماثلة في ساعات معينة إلى جانب طلب العلم، وكان مخلصا في عمله متفانيا في أداء ما عليه، ولم يعرف عنه زملاؤه أنه أجل عمل يومه إلى غده.
وهكذا اشتهر بالجدية والحزم والاستقامة والصبر، ولفتت شمائله أنظار أساتذته وزملائه وهو لم يزل يافعا، وكان الأساتذة يبلغون الإمام محمد المهدي أخبار الطلبة وأخلاق كل واحد منهم، فأكبر الأخير في عمر المختار صفاته وما يتحلى به من أخلاق عالية. ومع مرور الزمن وبعد أن بلغ عمر المختار أشده، اكتسب من العلوم الدينية الشيء الكثير ومن العلوم الدنيوية ما تيسر له، فأصبح على إلمام واسع بشئون البيئة التي تحيط به وعلى جانب كبير في الإدراك بأحوال الوسط الذي يعيش فيه وعلى معرفة واسعة بالأحداث القبلية وتاريخ وقائعها، وتوسع في معرفة الأنساب والارتباطات التي تصل هذه القبائل بعضها ببعض، وبتقاليدها، وعاداتها، ومواقعها، وتعلم من بيئته التي نشأ فيها وسائل فض الخصومات البدوية ومايتطلبه الموقف من آراء ونظريات، كما أنه أصبح خبيرا بمسالك الصحراء وبالطرق ووسائل التي كان يجتازها من برقة إلى مصر والسودان في الخارج وإلى الجغبوب والكفرة من الداخل، وكان يعرف أنواع النباتات وخصائصها على مختلف أنواعها في برقة، وكان على دراية بالأدواء التي تصيب الماشية ببرقة ومعرفة بطرق ووسائل علاجها نتيجة للتجارب المتوارثة عند البدو وهي اختبارات مكتسبة عن طريق التجربة الطويلة، والملاحظة الدقيقة، وكان يعرف سمة كل قبيلة، وهي السمات التي توضع على الإبل والأغنام والأبقار لوضوح ملكيتها لأصحابها.