اين يوجد ويقع مخيم اليرموك

المخيم

تنشأ المخيمات عادة نتيجة لجوء الناس من منطقة إلى منطقة أخرى بسبب الأحداث السياسيّة بشكل رئيسيّ التي عصفت بموطنهم الأصلي، والتي تحوّلت إلى صراعات دامية جاءت على الحرث والنسل، فيضطر الناس عند انتقالهم إلى المنطقة الجديدة أن يعيشوا في مخيمات اللجوء التي توفرها لهم الدولة المستضيفة، والمؤسسات الإنسانيّة الدوليّة.

من أبرز نكبات القرن الحديث والتي لا زالت قائمة إلى يومنا هذا نكبة فلسطين التي نتجت بسبب احتلال الصهاينة للأراضي الفلسطينية بالتواطؤ مع حكومات العالم آنذاك، حيث أدّى هذا الاحتلال الذي لا زال قائماً إلى يومنا هذا إلى تشريد الأهالي الفلسطينيين وتهجيرهم وتدمير مساكنهم الأصلية، وبناء المنازل الصهيونية محلها، مما أنتج كياناً مسخاً مشوهاً اسمه (اسرائيل)، ولجأ الفلسطينيون إلى كافّة الدول المحيطة بهم وعاشوا في مخيمات اللجوء الفلسطينيّ التي أنشئت من قبل الأشخاص المؤسسات الدولية والدول المستضيفة، ومن أبرز الدول التي لجؤوا إليها سوريا الشقيقة، ومن أهم المخيّمات التي أقيمت على أرضها مخيّم اليرموك.

مخيم اليرموك

يقع مخيم اليرموك في سوريا، وهو تابع للعاصمة السورية دمشق، كما يبعد عنها مسافة تقدر بنحو ثمانية كيلو مترات تقريباً إلى الجنوب منها، وهو يقع ضمن حدود هذه المدينة، وفي قطاع منه، ويمتد هذا المخيم على مساحة من الأرض تقدر بحوالي كيلو مترين مربعين تقريباً، أما عدد سكانه فقد وصل في العام ألفين وتسعة من الميلاد إلى ما يقترب من ثلاثمئة وستين ألف نسمة تقريباً.

يختلف مخيم اليرموك عن باقي مخيمات اللجوء الفلسطيني المقامة في الجمهورية العربية السورية، ذلك أنّ هذا المخيم يعتبر المخيم الأكبر والأضخم من بين كافّة المخيمات الأخرى المقامة في سوريا، وبمضي الأعوام وتراكم سنين اللجوء والشقاء، استطاع اللاجئون الفلسطينيون أن يحسّنوا من منازلهم وأن يضيفوا إليها العديد من الغرف، وأن يتوسّعوا، إلى أن صار اليوم مخيماً مكتظاً بالسكان، ذا شوارع ضيقة، عدا عن امتلائه بالبيوت والوحدات السكنية الإسمنتية، هذا ويضم مخيم اليرموك عدداً من السكان والقاطنين السوريين الذي ضاقت بهم الأحوال الاقتصادية.

في مخيم اليرموك شارعين رئيسين هما شارع اليرموك وشارع فلسطين، وفيه أيضاً عدد لا بأس به من الشوارع الفرعية التي لا تقل أهمية وفائدة عن الشرعين الرئيسيين، كما يحتوي هذان الشارعان على العديد من المحال والأماكن التجارية، بالإضافة إلى تفوّق العديد من أبنائه وعملهم كأطباء، ومهندسين، وموظفين، وهناك قسم آخر يعمل بالأعمال البسيطة كالباعة، والعمال، وهي أعمال لا تقلّ أهمية وفائدة عما سبق، كونها الأعمال التي نهضت بالمخيم، كما يحتوي المخيم على العديد من المرافق الخدماتيّة المختلفة كالمدارس والمستشفيات، والمراكز الثقافية وغيرها، وبشكل عام يمكن القول أنّ الوضع المعيشيّ في هذا المخيم هي احسن وأفضل بكثير من الأوضاع المعيشية في باقي مخيمات اللجوء.