سبحان الخالق عز وجل كيف جعل من مخلوقاته الدّاء ومنها الدواء خلق كل شيء لشيء وخلق للإنسان عقل وبصيرة للإستدلال على عظمته وقدرته فمهما كبر علمه وتقدم بإنجازاته بقي ضعيفاً لا يساوي شيء أمام عظمة وقدرة خالقه .
لقد دلّت بعض الرّسومات القديمة على أنّ الإغريق قد استخدموا العفن وبعض النباتات الأخرى في وقف العدوى إلا إنّه لم يتم التوصّل إلى تفنيدٍ وإثباتٍ علمي لهذه الاستعمالات، إلى أن جاء العالم فيلنج الذي استطاع اكتشاف البنسلين كعقار لمكافحة البكتيريا بحكم الصدفة ،حيث كان العالم فيلنج يستخدم أواني لزراعة البكتيريا في معمله الخاص وغاب عن المعمل مدّةً من الزمن وعند عودته أراد أن ينظف هذه الأواني لعملٍ جديد ولفت انتباهه وجود بقع من العفن على أحد الأواني وأن البكتيريا التي حولها قد ماتت وهذه ظاهرة جديدة لم يرَها من قبل ،وبدأ يدرس ويحلّل بقعة العفن هذه التي تسببت بموت البكتريا التي حولها وتوصل إلى فصيلة محدّدة من العفن .
استمر هذا العالم بعمل التجارب على هذه الفصيلة من العفن و وجد أنّها تقتل البكتيريا وتمنع انتقالها من شخص إلى شخصٍ آخر ،ولم تعترف الجهات الرسمية بهذه النتائج ،في هذه الأثناء كانت الحرب العالمية الثانية قد بدأت وكان هذا العالِم يشارك بمعالجة المصابين من الجنود وكان يموت بين يديه كثيراً من الجرحى بسبب العدوى وأنّ الجنود الذين يموتون بسبب العدوى أكثر من الذين يُقتلون في المعركة ، مما حرك بداخله تحدٍ يفرض عليه الالبحث عن مخرج فاستخدم عقاره الجديد واستطاع أن ينقذ الكثير من الجرحى لكون العقار المستخدم أعطى نتائج جيدةً جداً. بمساعدة بعض علماء الكيمياء واستمرت التجارب والأبحاث و تم استخلاص كميّات من هذا العقار وسمي البنسلين ، و اعترفت به الجهات الرسمية ودخل عالَم الطب والجراحة كمضاد حيوي فعّال .
واستطاع هذا العالم تخليص البشرية من قاتل فتّاك ينتشر بينهم على شكل وباء والمنطقة التي ينتشر فيها يحصد أرواحهم وهم عاجزون عن فعل أي شيء. استمر العلماء بتجاربهم حتى توصلوا إلى طرق ووسائل سهلة في تقطير العفن للحصول على كميّات البنسلين وبأنواع مختلفة .
هناك بعض الأجسام تتحسّس من استخدام البنسلين لذلك نلاحظ بأن الطبيب قبل كتابة طريقة البنسلين يقوم فحص موضعي للمريض للتعرف غلى مدى قابليّة جسمه لتقبل البنسلين ،لأنّ التحسّس من البنسلين قد يسبّب حساسية تؤدي إلى الإغماء أو حتى الوفاة.