البنسلين عبارة عن مضاد حيوي يُعطى للمريض من أجل القضاء على أنواع البكتيريا المسبّبة للأمراض، ويمكن أن يؤخذ على شكل حقن أو شراب أو حبوب، وهو أوّل مضاد حيوي تمّ اكتشافه، وعمل بدوره على إحداث ثورةٍ في مجال الطب ومعالجة الأمراض والتّخفيف من أعراضها، فنحن إلى الآن عندما نشعر بأيّة وعكة صحيّة أو مرض معين يصف الطبيب لنا في بعض الحالات المضادّات الحيويّة لمعالجة المرض، والتخفيف وانقاص من الأعراض، وقد يكون البنسلين من ضمنها.
اكتشف البنسلين العالم الأسكتلندي ألكسندر فلمنج عام 1982 للميلاد، وهو اكتشف أنّ العفن الصادر عن فطر البنسيليوم قد يستخدم للقضاء على بعض الأنواع من البكتيريا. ألكسندر فلمنج هو صيدلاني، وتميّز ببحوثه في مجال الأحياء؛ فقد كان في بداية حياته مهتمّاً بموضوع التعقيم وطرقه الصحيحة من أجل الوقاية من الأمراض، ثمّ التحق في الحرب العالميّة الأولى بالجيش لمعالجة الجرحى، وأكثر ما جلب انتباهه هو أنّ الأدوية التي تعطى للجرحى من أجل معالجتهم تتلف الخلايا، وتسبّب الأذى لها أكثر من الأذى الناتج عن الميكروبات نفسها؛ فأخذ يفكّر إلى أنّه يحتاج إلى علاج و دواء يقضي على الميكروبات دون أن يؤذي الخلايا نفسها، وعندما انتهت الحرب عاد إلى مختبره وهو يحمل هذه الفكرة.
وفي إحدى الليالي وبينتعرف ما هو يتفقّد الصحون التي يحتفظ فيها بالبكتيريا من أجل إجراء التجارب عليها، وجد أنّها قد تسمّمت وماتت بسبب تعرّضها للهواء، وإحدى هذه الصحون كانت تحتوي على عفن مات أيضاً، كما أنّ البكتيريا الموجودة في الصحن قد ماتت، فقام بتحليل عيّنة من العفن الّذي اكتشف أنّها إحدى فصائل فطر البنسيليوم، ليستطيع الاستنتاج أنّ هذا العفن هو الّذي تسبّب بموت البكتيريا، ولا يؤذي الإنسان أو الحيوان.
وحاول نشر اكتشافه لكنّه وجد الكثير من المعارضات التي لم تقتنع بالبنسلين كوسيلة للقضاء على البكتيريا إلّا بعد استخدامه في الحرب العالميّة الثانية لعلاج و دواء الجرحى ومساعدتهم على الشفاء، وبذلك أصبح البنسلين علاجاً رسميّاً للقضاء على بعض أنواع البكتيريا المسبّبة للأمراض، وقد شارك الباحثيْن البريطانيين هما هوارد فلوري وإرنست تشين في إعادة تجارب فلمنج حول البنسلين، وقاما بدعم كلامه حتّى تم الاعتراف به، وبعد اكتشاف البنسلين واعتباره علاجاً رسمياً بدأت رحلة الاكتشافات للمضادات الحيوية التي تقتل بعض الأنواع من البكتيريا المسبّبة للامراض.
ولا بدّ من التنويه إلى أنّها كانت هناك ملاحظات كثيرة حول تأثير ونتائج فطر البنسيليوم من قديم الزمان، ولكن لم يصل أحد إلى الاكتشاف النهائي لطريقة استخراجه أو تأثيره المباشر.