لقد بقي الناس زمناً طويلاً يعتقدون أنّ لون ضوء الشمس هو واحد، ألا وهو اللون الأبيض، حتّى جاء العالم الإنكليزي الشهير إسحاق نيوتن، والمولود في عام 1964 ميلاديّة، واكتشف الألوان التي يتكوّن منها الضوء.
لقد درس إسحاق نيوتن ظاهرة انكسار الضوء، وذلك باستخدامه قطعةً من الزجاج المتكسّر على زوايا ملساء، والمسمّية بالمنشور، ومن خلالها قام بعمليّة تحليل الضوء الأبيض الّذي نتجت عنه ألوان الطيف المرئي، كما نعرفها الآن، وقام أيضاً بإجراء عمليّة عكسيّة، وذلك باستخدام عدسة، بالإضافة إلى المنشور ليتم إعادة تجميع ذلك الطيف متعدّد الألوان لينتج عنه الضوء الأبيض.
وقد قام إسحاق نيوتن بإنشاء نظريّة نيوتن للألوان، وهي الّتي تقول: " إنّ اللون هو عبارة عن نتيجة تفاعل الأشياء مع ذلك الضوء الملوّن أصلا، لا باعتبار أنّ الأشياء هي من تولد ذلك، وأنّ هذا الضوء الملون بطبيعة الحال لا يغيّر من خصائصه عن طريق القيام بفصل شعاع ملون، والقيام بتسليطه على الأشياء الأخرى المختلفة، وأنّه تبعاً لذلك وبغضّ النظر عن كون هذا الضوء قد انعكس أو تشتّت أو حدث له وأن انتقل، فإنّه سيظلّ يتضمّن ذاك اللون نفسه".
وقام إسحاق نيوتن كذلك بابتداع ما يسمّى مقراب نيوتن، وهو المقراب الّذي يستخدم مرآةً تقوم بالعمل كعدسة شيئيّة لتجاوز مشكلة تشتيت الضوء إلى ألوان في العدسات الأخرى، وهذا المقراب يعتبر أوّل مقراب عاكس معروف وعملي، ويقوم على إيجاد شكلٍ لحلّ مشاكل وعيوب مادّة المرآة المصنّعة، والحصول على جودة عالية في الإبصار من خلالها.
وعمليّاً فإنّ تعريف ومعنى الضوء هو عبارة عن ذلك الجزء المرئي من ظاهرة الطيف الكهرومغناطيسي، والّذي تستخدمه العين المجرّدة لترى وتبصر مختلف الأشياء من حولها؛ حيث يقع هذا الطيف في المنطقة ما بين الأشعّة تحت الحمراء، والمنطقة التي تقع فيها الأشعة فوق البنفسجيّة. أمّا أقسام ألوان الطيف المرئي فهي: اللون البنفسجي، واللون الأزرق، واللون الأخضر، واللون الأصفر، واللون البرتقالي، واللون الأحمر، وذلك هو ما اكتشفه بالضّبط العالم إسحاق نيوتن من خلال تمريره للضوء عبر جهاز المنشور المذكور سابقاً.
أمّا الوحدات التي يتمّ من خلالها قياس كميّات الضوء فهي:
- وحدة قياس الشمعة.
- وحدة قياس اللومن.
- التدفّق الضوئي، وهي كميّة مقدار الضوء مقدّراً بوحدة اللومن.
- منسوب الإضاءة.
ومن الجدير بالذّكر أنّ نظريّات نيوتن في البصريّات، وفيما يتعلّق بالضوء قد جرى عليها ولا يزال الكثير من التطوير، وإعادة النظر في بعض الجزئيّات فيها.