اسمه محمد الشابي وقد كان يكنى ب أبي القاسم الشابي، وهو شاعر كبير من الشعراء الذين عرفوا بجميل شعرهم وإبداعاتهم، وكان قد أطلق على أبي القاسم الشابي عدة ألقاب كان أبرزها لقب شاعر الخضرا، وقد كان مولد الشاعر الكبير أبو القاسم الشابي في بلدة الزارات التي تقع في نطاق ولاية توروز في تونس، وقد كان مولده في تاريخ الرابع والعشرين من شهر فبراير من العام 1909م،
كان الشاعر أبو القاسم الشابي قد بدأ حياته المهنية عاملا في القضاء التونسي وقد كان يتنقل كثير بين المدن التونسية بسبب عمله في القضاء وقد استمر تنقله بين المدن التونسية إلى أن تم تعيينه أخيرا قاضيا في منطقة سليانة، ثم انتقل بعد ذلك إلى قفصة، ثم انتقل أيضا بعد ذلك إلى منطقة قابس، ثم استمر في التنقل بين المدن التونسية إلى أن استقر أخيرا في بلدة زغوان، وقد كان ذلك في العام 1927م وقد استمر أبو القاسم الشابي في العمل في بلدة زغوان الوعيش إلى أن تعرض لوعكة صيحة ألمت به فرغب أن يعود مرة أخرى إلى مكان ولادته في منطقة توروز، فرجع إليها ولم يعش هناك كثيرا، حيث أنه توفي بعد عودته إلى هناك بفترة ليست بالكبيرة نتيجة لمرضه الذي كان قد ألم به في بلدة زغوان.
عرف عنه أنه كان رجلا صالحا محبوبا بين الناس يقضي يومه في المسجد تارة وفي البيت تارة أخرى، وكان أبو القاسم قد أتم تعليمه الأساسي في المدرسة الصادقية وهي من أقدم المدارس في تونس، ثم قام بعد ذلك بالالتحاق بأعرق الجامعات التونسية في ذلك الوقت وهي جامعة الزيتونة وقد تخرج منها بعد ما كان قد انتهى من الدراسة فيها؛ ولم يكن أبو القاسم يعلم آنذاك أن قلبه يعاني المرض وذلك لأن أعراض المرض لم تبدو عليه إلا في مطلع العام 1929م، وقد كان يبدو أن أبا القاسم الشابي كان مصابا بمرض القلب منذ صغره ولكنه لم يكن ظاهرا وبدأ بعد ذلك بالظهور نتيجة طبيعية للتطور الطبيعي للمرض الذي كان سببه عامل الزمن.
وكانت نتيجة هذا المرض أن شعر في آخر حياته بوعكة صحية شديدة وبدأ يشعر بمصابه وألم مرضه فنقل الى مستشفى الطليان والذي يقع في العاصمة التونسية، وقد كان ذلك في تاريخ الثالث من شهر أكتوبر أي أنه كان ذلك قبل وفاته بستة أيام فقط؛ توفي بعد ذلك أبو القاسم الشابي في نفس المستشفى وقد كان ذلك في اليوم التاسع من شهر أكتوبر من العام 1934م، وقد كانت وفاته في الساعة الرابعة قبل فجر يوم الاثنين.
تم نقل جثمان أبو القاسم الشابي بعد وفاته في نفس اليوم إلى مسقط رأسه في توزور حيث تم دفنه هناك.