هو محمد بن هانئ بن محمد بن سعدون الأزدي : هو شاعر عربي أشتهر بفنه وبشعره، حتى إمتلأت الأرض بصوت أشعاره التي أتقنها، وأشعل الدنيا بها، كني في صباه بأبي القاسم، واستطاع أن يبنى لنفسه صورة أدبية عريقة، طال الحديث عنه وعن شعره، ولد محمد بن هاني في مدينة اشبيليه، واستطاع أن يبرز مواهبه فيها، فكبر فيها، وعندما أصبح شابا وجد مجالا للعمل داخل المدينة التي نشأ بها، فقد كانت منطقته من اهم وأرقى المناطق في ذلك الزمان، حتى أنها سميت بالمدينة الذهبية، نظراً لإزدهار الحياة بها، وزخرها بأهم وأعمق الكتاب والشعراء والأدباء وغيرهم .
استطاع محمد بن هاني ان يكون لنفسه صورة ويحيا بها، فتقدم بنفسه، وبفنه، ليصل لآهم الشعراء في عصره، واستطاع أن يصل إليهم وينهل من علمهم، ومن فنهم، فاعتبر هذا الشاعر من الشعراء المخضرمين، الذين برعو في مجال الشعر والفن، إلا أنه عاني بمرحلة انكسار فنية، فمال إلى الترف واللهو والمجون، وأصبح من رواد البارات والحانات، وشرب الخمر .
استطاع الشاعر ابن هاني أن يكون لنفسه نمطاً شعرياً يفخر به كل أهل الأندلس، فقد لقب بالمتبي الأندلسي لما له من فضل عليه، وعندما أقول ذلك، فأنا لا أعنيه شخصياً، بل أعني فنه، وشعره المتنبي، الذي نهل منه ابن هاني، وأصبح يتحدث عنه بكل قوة وعزم وفخر .
وأهم سمات شعر ابن هاني، أنه كان جميل الألفاظ، لا ينتقي إلا كل تعرف ما هو جميل، ولا يتحدث إلا عن المعاني الفخمة الرائعة، التي تعبر عن حالات الانسان، وظروفه المعيشية، فانطلق يحاكي البشر والشجر والجبال والجمال، وغيرها، وإستطاع أن يخلق بنفسه حالة من حالات التأمل الكوني، التي لطالما حلم بها كل شاعر، فمشى على درب عنترة بن شداد والمتنبي وغيرهم، وحاكي شعرهم بصورة لائقة ولبقة، وتغنى بالمرأة وجمالها، ولكن في اطار الاحتشام، فلم يتحدث عن مفاتن، أو عن مناطق معينة في الجسم، بل عني بروح المرأة وجمالها الأخّاذ الذي يسلب الروح والألباب، وتحدث عن الطبيعة، وعن الفروسية، وعن مجالات الحياة المختلفة، ولم يطمح أن يقلد شاعراً قط، وانما كان يسير على خطاه، حتى لا يقال أنه سرق شعراً، أو معنى او غير ذلك .
وختاماً، فإن الشعراء العرب تركوا بصمة حقيقية لا يمكن أن تمحى مهما طال الزمان، خاصة تلك الأشعار التي وصلتنا اليوم، وأصبحت تدرس في مدارسنا العربية، كنتاج فني باهر .
