موقع كمران
تعتبر كمران واحدة من أهمّ وأبرز جزر الجمهوريّة اليمنيّة، حيث تتبع من الناحية الجغرافية لمحافظة الحديدة، أمّا إداريّاً فهي تتبعه لمديريّة كمران. تقع جزيرة كمران في الجهة المقابلة لساحل الصليف الغربي، إذ يبعد عنه قرابة الستة كيلو مترات تقريباً. ومن هنا وبسبب موقعها فجزيرة كمران اليمنيّة تعتبر الحزام الأمنيّ لميناء الصليف، وقد اكتسبت أيضاً ومن هذا الموقع أهميّة استراتيجيّة مرتفعة وعالية فهي تقع على الخطوط الملاحية الدولية التي تمر من غربها، وقد كان البريطانيون يستعملونها لهذا السبب.
تاريخ كمران ومعالمها
تعتبر جزيرة كمران اللؤلؤة من بين مختلف جزر البحر الأحمر، ويطلق عليها لقب سقطرى البحر الأحمر، وهي جزيرة سياحيّة بامتياز، إذ إنّها تمتاز بجمالها الطبيعيّ وتنوّع طبيعتها الحيويّة، كما تمتاز بجمال شواطئها، ووجود المواقع الجذّابة فيها، وارتبط تاريخ جزيرة كمران بالجانب العسكري، وذلك ناتج من موقعها المتميز، فقد احتلتها إنجلترا في العام ألف وتسعمئة وتسعة وأربعين من الميلاد، وذلك على الرغم من أنّه ووفقا لمعاهدة العام ألف وتسعمئة وثلاثة وعشرين من الميلاد والمعروفة باسم معاهدة لوزان فإنّ لإنجلترا دور الإشراف على هذه الجزيرة لأجل استعمالها كمحجر حجاج صحي، وقد بدأت إنجلترا بالالبحث عن النفط في تلك المنطقة، مستغلة ضعف اليمن العسكريّ، وعدم قدرتها على إخراجها منها.
تتضمّن جزيرة كمران على عدد من المعالم الهامّة والتي منها قلعة كمران، والتي ترجع بحسب أغلب المصادر إلى الفترة التي احتلت فيها دولة فارس هذه الجزيرة، وقد كان ذلك في العام ستمئة وثلاثين ميلادية، حيث تمّ تجديدها، وتجديد مبانيها على فترات متباعدة، ومن أهمّ محطاتها التجديدية ما كان في العام ألف وخمسمئة وسبعة عشر ميلادية، وقد كان ذلك خلال فترة الحملة البرتغالية على تلك المنطقة.
من المعالم الأخرى مسجد الجبانة والذي يرجع في تاريخه إلى زمن المماليك، الذين أقاموا في هذه المدينة لغاية صدّ الحملات البرتغالية عنها وعن منطقة جنوب البحر الأحمر بشكل عام، وقد كان ذلك تقريباً في العام ألف وخمسمئة وخمسة عشر ميلادية، وأخيراً تحتوي الجزيرة على الجامع الكبير والذي يعتبر من أهمّ معالم الجزيرة التاريخية، حيث تعيد المصادر فترة تأسيسه إلى العام ألف وخمسمئة وخمسة عشر وذلك خلال الحملة التي شنها أحد قادة الماليك والذي كان يدعى حسين الكردي، وقد تم تجديده وتوسيعه عدّة مرات كان آخرها في العام ألف وتسعمئة وثمانية وأربعين من الميلاد، وقد كان ذلك من قبل الملك فاروق ملك مصر قبل ثورة الضباط الأحرار عندما زار الجزيرة خلال فترة حياته.