إفريقيا أو القارة السّوداء وهي ثاني أكبر قارت العالم مساحةً بعد قارة آسيا ، وتقع قارة إفريقيا في متوسط الكرة الأرضية حيث تحيط بها القارات الأخرى التي تفصل ما بينها مياه البحار والمحيطات بعد أن كانت قطعة واحدة ملتصقة فيما بينها، ولكن نتيجة حركة الصّفائح التّكتونية انفصلت القارات عن بعضها البعض.
فقارة إفريقيا يحيط بها من الشّمال مياه البحر الأبيض المتوسط التي تفصلها عن قارة أوروبا ولكن يبقى مضيق جبل طارق نقطة الوصل وممر العبور إلى أوروبا، وإلى شرق القارة الإفريقية فإنّها تتصل بقارة آسيا عن طريق قطعة صغيرة من قناة السّويس في خليج سيناء في مصر، ويفصلها عن قارة آسيا البحر الأحمر من الجهة الشّرقية الشّمالية، وكذلك المحيط الهندي من الجهة الشّرقية والشّرقية الجنوبية، وأمّا من الجهة الغربية فيحيط بالقارة السّوداء مياه المحيط الأطلسي أو الأطلنطي وهو يفصل القارة عن قارة أمريكا الشّمالية والجنوبية، وتبلغ مساحة القارة ما يقدر بمساحة ثلاثين مليون متراً مربعاً، ويبلغ سكان عدد هذه القارة ما يقارب المليار نسمة.
تعتبر القارة الإفريقية من أوائل القارات التي سكنها الإنسان، وكلمة إفريقيا تعني بلاد الكهوف وتتكون إفريقيا اليوم من أربعة وخمسين دولة سياسية، حيث تتربع الجزائر أكبر الدّول مساحةً في إفريقيا وبعدها السّودان، بينما أصغر الدّول مساحةً في إفريقيا هي دولة جامبيا، ودولة سيشيل التي تقع في السّواحل الشّرقية للقارة وهي عبارة عن مجموعة من الجزر الصّغيرة، وأمّا بالنسبة للمناخ فيمر بها خط الاستواء الذي يقطع القارة ويجعلها منطقة معتدلة شمالياً ومعتدلة جنوبياً، فقارة إفريقيا تتميز بالغابات الاستوائية والسّافانا، وتشمل على المناطق الصّحراوية مثل الصّحراء المغربية، وكذلك تشمل على سلاسل جبيلة مختلفة وأشهرها سلسلة جبال أطلس التي تمتد على مساحة شاسعة من شمال القارة الإفريقية من الجهة الغربية إلى الجهة الشّرقية، وبذلك تم تقسيم إفريقيا حسب المناطق الجغرافية إلى شمال إفريقيا، وإفريقيا الجنوب، والغرب الإفريقي، والشّرق الإفريقي، وكذلك وسط إفريقيا.
لعبت قارة إفريقيا دوراً مهماً في التجّارة العالمية قديماً، حيث كانت شاهدة على التّجارة التي تشمل تجارة البخور والبهارات والعطور والبضائع الأخرى المختلفة التي يتم تبادلها ما بين سكان السّواحل الغربية لآسيا والسّواحل الشّرقية لقارة إفريقياً تحديداً في بلاد الحبشة، ويعتبر البحر الأحمر النّقطة التي كانت تمر بها السفّن ما بين سواحل القارتين قبل اكتشاف مضيق باب المندب، بينما كانت التّجارة التي تأتي ما بين الهند وأوروبا كانت السّفن تدور حول قارة إفريقيا بالكامل عبر رأس رجاء الصّالح وكانت تأخذ وقتاً طويلاً حتى تصل البضائع إلى البلد المقصود، ولكن مع إكتشاف مضيق باب المندب أصبحت التّجارة أوسع وأنشط بين القارات الثّلاث، وأخيراً تعرضت القارة للكثير من حركات الاستعمار الأوروبي طمعاً بخيرات هذه القارة الإفريقية باستغلال أراضيها وشعبها، ونذكر جيداً كيف تمّ السّيطرة وأسر سكان بعض الدّول الإفريقية باستغلالهم كعبيد يعملون لديهم في أوروبا والعمل لديهم كعبيد مرةً أخرى عند اكتشاف قارة أمريكا الشّمالية والجنوبية، ولكن مع نضال الشّعوب الإفريقية نالت كافة الدّول استقلالها وطرد الاستعمار الأوروبي منها.