مع زيادة حاجتنا للطاقة في أيّامنا هذه لمواكبة تطوّرات العصر وقضاء الكثير من الإحتياجات التي نريدها، ظهرت الكثير من المشروبات والموادّ التي تحتوي على موادّ منشطة للجسم كمادة الكافايين وغيرها. وفي عام 1977م ظهرت في الولايات المتحدة الأمريكيّة صناعة جديدة تحقق نفس الهدف، ألا وهي مشروبات الطاقة، وقد ازدهرت صناعة مشروب الطاقة حتّى وصلت في أيامنا هذه ما يتجاوز الخمسمئة علامة تجارية مختلفة من هذا المشروب.
مشروب الطاقة هي مشروبات تجارية تسوّق في الأسواق على أنّها منتجات تستطيع رفع الطاقة الذهنيّة والجسديّة، وهي تستهدف بشكل أساس فئة الشباب. ومن الأمثلة على مشروبات الطاقة المشهورة مشروب ريد بول، ومشروب وامب، ومشروب روكستار، وهذا المشروب هو مشروب غازيّ مضافاً إليه بعض المواد الأخرى، فهو يحتوي على الكافايين، والجنسنغ، وبعض الأحماض الأمينية والدهنية، والسكريات، وبعض أنواع المعادن والفيتامينات.
لمشروبات الطاقة أضرار جمّة على صحّة الجسم لا يجب إغفالها، بل على العكس علينا الإطلاع عليها حتّى نستطيع أن نبتعد عن هذه السموم التي تهلك الجسم وتدمره. فمشروبات الطاقة تضرّ بشكل أساس بالجهاز العصبيّ والهضمي والدمويّ للجسم. تضر مشروبات الطاقة بالجهاز الهضمي للجسم من خلال زيادة حموضة المعدة، وبالتالي حدوث إلتهابات وتقرّحات في أعضاء الجهاز الهضمي، كما أنّ إحتواء المشروب على نسبة عالية من السكر تسبّب عسر الهضم والإسهال وزيادة الوزن والسمنة، وهي بذلك أحد المسببات الأساسيّة للأمراض المزمنة كالسكري وأمراض القلب وأمراض الضغط.
كما أنّ هذه المشروبات تدفع الإنسان إلى الإدمان على مادّة الكافايين، وهي مضرّة بصحة القلب، حيث تزيد معدلات دقات القلب وضغط الدم، مما يضعف عضلة القلب. وهي أيضاً قد تكون سبباً في الإصابة بهشاشة العظام، وتسوّس الأسنان وخسارتها في أسرع وقت، والصداع الشديد والمزمن، بالإضافة إلى الأرق وعدم القدرة على النوم، ممّا يزيد السلوك العدواني للشخص ويزيد عصبيته وتوتره من أبسط الأشياء حتّى. كما أنّ هذه المشروبات تعتبر مدرّة للبول، مما قد يسبّب في بعض الحالات الجفاف، وإن تفاعلت هذه المشروبات مع بعض الأدوية قد تسبّب الإكتئاب.
وقد تكون مشروبات الطاقة في بعض الأحيان مسببة لحالات وفاة، وذلك يحدث إن كان الشخص يعاني من مشاكل وعيوب في القلب، كضعف عضلة القلب، أو ضيق في الشرايين، كما أنّها تزداد خطراً عند خلطها مع الكحول والحبوب المنشطة وبعض أنواع المخدرات كالهيروين، كما أنّ هذه المشروبات قد تسبّب الصرع والتشنّج وبالتّالي تحدث مشكلة في التنفس ويتوقف التنفس. كما قد يكون تأثيرها خطيراً على بعض الرجال حيث أنّها قد تسبّب له العقم من خلال خفض عدد الحيوانات المنويّة، وهي أيضاً تسبّب أضراراً جسمية للكبد وتؤثر على عمله على المدى البعيد.
