المشروبات الكحوليّة هي نفسها الخمور، والتي تسمّى بهذا الإسم "الخمر" لإنّها تعني الستر، والستر هنا يقصد به ستر عقل الشارب وفقدانه وعيه وصحته. والخمر هو ما يطلق عليه في الإسلام "أم الخبائث" أو "أم الكبائر"، وذلك لتأثيراته السلبيّة جدّاً على شاربه. فتعرف ما هو الخمر؟ وتعرف على ما هى أضراره على صحّة الإنسان نفسه؟ وتعرف على ما هى تأثيراته الأخرى؟
إنّ الخمر هو الشراب المسكر الذي يصنع من عصير العنب فقط، أمّا النبيذ فهو الشراب المسكر الذي يصنع من التمر أو الشعير وغيرهما، والخمر من المشروبات الكحوليّة التي تحتوي على مادّة الإيثانول. ويتمّ تصنيع الخمور بطرق ووسائل عدّة ومختلفة، منها التخمير، والتقطير. كما ويختلف نوع الخمر بإختلاف نوع العنب المصنوع منه، وتزيد فعاليّته بتخميره لأطول عدد من السنين.
وعندما جاء الإسلام حرّم شرب الخمر، ولذلك يمتنع المسلمون عن شربها، لما لها من آثار سلبيّة على المجتمع بشكل عام والفرد بشكل خاصّ، وقد ورد تحريم الخمر في أكثر من مكان في القرآن الكريم، يقول سبحانه وتعالى: " "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ" (سورة البقرة: 218 - 219). وقد وضع الإسلام حدّاً لشارب الخمر حتّى يرتدع عن الشرب، فقد ثبت أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم جيء برجل مختمر فضربه أربعين جلدة.
لم يكن تحريم الخمر في الإسلام من فراغ، وإنّما كان لحكمة عظمية تعود بالنفع على المجتمع والفرد، حيث أنّ للخمر تأثير ونتائج سلبيّ وعواقب وخيمة في عدّة نواح. فالخمر لها آثار سلبيّة في لحظتها على الفرد، حيث أنّه يفقده وعيه وصحيانه، ولا يكون واعياً لما يفعل، ويصاب بالإضطراب وعدم القدرة على التركيز، كما أنّه يؤثر في قدرته على الحكم على الأمور، ويسبّب صعوبة في التنّفس، ويعاني من صعوبة من الكلام ويتلعثم، كما أنّه يعاني من صعوبة في الحركة لعدم قدرته على تنسيق حركات جسمه، وقد يدخل في غيبوبة.
أمّا الآثار السلبية للخمر على صحّة الإنسان على المدى الطويل فهي خطيرة وكثيرة، فشرب الخمر يؤثّر على عمل نسيج الدّماغ، وقد يسبّبب انكماشه وضموره، ويسبّب أيضاً مشاكل وعيوب في الذاكرة وصعوبات في التفكير، وقد يعاني من تغييرات حادّة في المزاج كالإكتئاب. يصاب شارب الخمر أيضاً بإرتفاع ضغط الّدم، واضطرابات خطيرة في القلب وفي عضلات القلب، وقد يصاب بالسكتات الدماغيّة. ومن أشهر مخاطر شرب الخمر إصابة شارب الخمر بإلتهابات الكبد، وحدوث فشل في عمل الكبد، وتشمّع الكبد، وسرطان الكبد، وإلتهاب البنكرياس، حيث يعتبر الكبد أكثر أعضاء جسم الإنسان تأثّراً بشرب الخمر. كما أنّ شارب الخمر يكون أكثر عرضة لسرطان الفم، وسرطان الحلق، وسرطان المريء، وسرطان الثدي، وإلتهاب الرئة الحادّة.
لا تقتصر آثار الخمر على الفرد نفسه، فالحامل تؤذي جنينها بشربها للخمر.، وقد بذلك تكون سبباً في إصابته بالكثير من الأمراض والإضطرابات التي تسمّى "إضطرابات الجنين الكحوليّة"، والتي تؤثّر عليه وتسبّب للجنين مشاكل وعيوب في البصر، والسمع، والنموّ، وتشوّهات خلقيّة، وصعوبات في التعلّم، وتخلّفات عقليّة، وعيوب في القلب، وغيرها الكثير من الأضرار الأخرى.