لم يكن يدري الشّاب كالب براد الصّيدلاني الذي نشأ في ريف كارولينا الشّمالية بأمريكا أنّ اختراعه البسيط سوف يملأ الأرض طولاً و عرضاً و ينتشر في أرجاء المعمورة كافّة ، فقد كان كارل شاباً يافعاً يعمل في صيدليته و يبيع الأدوية فخطر على باله أن يمزج عدداً من المكوّنات مع بعضها البعض ليخرج شراباً طيّباً ، و من بين المكوّنات التي وضعها كالب أنزيم الببسين ، و قد وجد كالب أنّ هذا الإنزيم له دورٌ فعّالٌ في الهضم كما أضاف إليه مكوّن الكولا المستخرج من جوز الكولا و المنتشر في إفريقيا ، و قد فرح كالب حين وجد نتيجة عمله شراباً ذا نكهةٍ طيّبةٍ بدأ بتوزيعه على النّاس من خلال صنبور وضعه في صيدليته ثمّ بدا له أن يضع هذا الشّراب في زجاجاتٍ محكمة الإغلاق لكي يتم بيعه وتوزيعه من خلال مراكز البيع المختلفة ، ثمّ تطوّر الأمر ليأخذ كالب براءة اختراعٍ على عمله و من ثمّ لينطلق انطلاقةً عجيبةً و يصبح منتجه الذي أطلق عليه الاسم التّجاري بيبسي كولا المنتج الأكثر مبيعاً في العالم .
و لكن ما لم يدركه كالب في بداية الأمر أنّ منتجه الذي اخترعه سوف يكون له أضرارٌ على صحة الإنسان ، فمشروب البيبسي يحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من السّكر ، كما يحتوي على نسبةٍ عاليةٍ من حمض الفسفوريك ، و لا يخفى على أحدٍ ضرر ذلك على جسم الإنسان ، فالسّكر قد يزيد من احتماليّة إصابة الإنسان بالسّكري ، و الأحماض التي يحتويها لها ضررٌ كبيرٌ على العظام و الأسنان و تزداد خطورتها في حالة شرب البيبسي دايت أي الخالي من السّكر أو المحتوي على نسبةٍ قليلةٍ من السّكر .
و ثار الجدل مؤخراً حول احتواء مشروب البيبسي على إنزيم الببسين المستخرج من أمعاء الخنزير ، و الحقيقة أنّ هناك مصادرٌ كثيرةٌ لاستخراج هذا الإنزيم و إن كان موجوداً بشكل كبير في أمعاء الخنزير .
و ما يُوصى به من قبل الأطباء هو تجنّب المشروبات الغازية عموماً ، فتعرف ما هو متاح من أنواع المشروبات المختلفة المفيدة كالعصائر الطبيعيّة كافٍ لتحقيق رغبات الإنسان و سدّ عطشه ، فالإكثار من شرب الماء و العصير الطّبيعي المحتوي على الفيتامينات من شأنه إبقاء الإنسان في صحةٍ جيّدةٍ دائماً .