الصاع
يعتبر الصاع مكيالا هاما يستعمل عادة لقياس الأحجام، حيث يساوي الصاع الواحد ما مقداره أربعة أمداد تقريبا، أما المد الواحد فيساوي ما مقداره ألفين وخمسمئة مليلترا تقريبا، والصاع مكيال قديم كان منتشرا بين أهل المدينة المنورة وفي فترة الإسلام، وقد نال أهمية وفائدة كبيرة من قبل علماء الشريعة إلى جانب العديد من المقاييس والموازين المختلفة، حيث ارتبط هذا المكيال الهام بعبادات، وطقوس، وشعائر دينية مختلفة منها الكفارة، والزكاة.
الصاع بالغرام
كما أسلفنا، فإن الصاع كان من أولى أولويات جمهور العلماء، كونه يرتبط بالفروض والواجبات والعبادات الدينية الرئيسية في الشريعة الإسلامية، ومن هنا فقد قدر الفقهاء الصاع بالكتلة حفاظا عليه، واستمرارا للتعامل به، هذا وتقدر كتلة الصاع الواحد عند الجمهور بنحوكيلو غرامين تقريبا، وهناك من قال أن الصاع يساوي ما مقداره كيلو غرامين وستمئة غرام تقريبا، على اعتبار أن المد الواحد يقدر بما بستمئة وخمسين غراما تقريبا، ذلك أن الصاع النبوي يساوي حوالي أربعة أمداد تقريبا، وهناك من قدر الصاع بحوالي كيلو غرامين وسبعمئة غرام تقريبا ويزيد، والبعض قال أنه يساوي حوالي ثلاثة كيلو غرامات تقريبا.
الصاع لغة يمكن أن يذكر، ويمكن أن يؤنث أيضا، أما جمعه فأصواع، ومن تعامل معه على أنه مؤنث جمعه بأصوع، وقيل أيضا أن جمع الصاع هو الصواع، والصيعان، وقد اشتق هذا الاسم من قول العرب صعت الشيء أي فرقته، ووجه الارتباط أن الكيل يعمل على تفريق المكيل.
من الآثار والنصوص التي وردت لفظة الصاع فيها قول ابن عمر رضي الله عنهما: (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر: صاعا من تمر، أو صاعا من شعير، على العبد، والحر، والذكر، والأنثى، والصغير، والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة).
المد
من المكاييل الأخرى المد، وهو مكيال يستعمل أيضا لقياس الحجم، وقد استمد المد اسمه هذا من كونه مقدار ما تمتد به اليد من العطاء، حيث ترتبط بالمد بعض الأحكام الإسلامية أيضا كزكاة الفطر، والوضوء من ناحية مقدار الماء اللازم لإتمام هذه العملية، بالإضافة إلى الاغتسال، كما وارتبط المد بالكفارات الشرعية أيضا.
يقدر المد بما مقداره أربع حفنات بمقدار حفنة رجل متوسط، وقد عومل المد كما الصاع، حيث جرى تحويله إلى معيار للكتلة بدل الحجم وذلك حتى يستمر خلال الأزمنة المختلفة والعصور، وقد اختلف المختصون بتحديد مقدار المد، حيث مال بعضهم إلى أن المد الواحد يساوي تقريبا ستمئة وخمسين غراما.