العرب قبل الإسلام
لم يكن حال العرب قبل الإسلام في جميع نواحي حياتهم إلاّ مثالاً على التخلّف والجهل والضّلال، فعلى الرّغم من وجود بعض الإيجابيّات وتوافر بعض الأخلاق عند العرب في الجاهليّة، إلاّ أنّ معظم أفكارهم ومعتقداتهم كانت مبنيّةً على الباطل والعرف الخاطىء، وقد أتى الإسلام بنوره حينما بعث النّبي عليه الصّلاة والسّلام في جزيرة العرب ليبدّد هذا الظّلام القاتم وليضع للنّاس منهجًا ربانيًّا واضحًا في الحياة يضمن للنّاس حياة السّعادة والطّمأنينة التي ينشدون، فتعرف على ما هى أبرز مظاهر أحوال العرب قبل مجيء الإسلام؟
ناحية الإيمان والاعتقاد
لم يكن العرب قبل الإسلام مُلحدون وإنّما كانوا يؤمنون بأنّ هناك ربًّا لهذا الكون يخلق ويحيي ويميت ويرزق، ولكنّهم ابتدعوا ضلالاً من أنفسهم أصنامًا صنعوها بأيديهم واعتقدوا أنّها بعبادتها تقرّبهم إلى الله تعالى زلفى، وعندما دخل النّبي الكريم إلى مكّة المكرّمة فاتحًا وجد حول الكعبة ثلاثمة صنم قام بتحطيمها وتكسيرها.
ناحية المعتقدات والأفكار الخاطئة
انتشرت بين العرب في الجاهليّة مُعتقداتٌ غريبة وأحوال عجيبة تنبّىء بتخلّفهم وجهلهم، ومن بين هذه المعتقدات التطيّر أو الطّيرة حينما كانوا يضعون الطّير ويحرّشون بينها فإذا ذهبت يمينًا تفاءلوا ومضوا في أمرهم، وإذا ذهبت شمالاً تشاءموا وعدلوا عن أمرهم، كما كانوا يعتقدون كثيرًا في النّجوم ويبنون عليها كثيرًا من أفعالهم وتصرّفاتهم، وكذلك كانوا يؤمنون بالكهانة والسّحر بشكلٍ كبير، ويؤمنون بقدرة الجنّ على إيذاء الإنس، وممّا روي في ذلك أنّهم كانوا إذا نزلوا واديًا قال أحدهم نعوذ بسيّد هذا الوادي، وهم يشيرون بذلك إلى تعظيم سكان الوادي من الجنّ والخشية منهم.
نظرة العرب إلى المرأة
لم يحترم العرب المرأة في الجاهليّة بل عاملوها كما يعامل متاع الرّجل، فهي عندهم لا ترث، وإذا مات عنها زوجها أهملت نفسها ومرّغت نفسها بالتّراب، كما كان أحدهم يكره أن يرزقه الله ببنت، وإذا رزق ببنتٍ تشاءم لذلك واسودّ وجهه وسارع إلى وأدها ودفنها في التّراب وهي حيّة خوفًا من الفقر والعار .
ناحية الأخلاق
انتشر بين العرب في الجاهلية المنكرات والبغي وشتّى صنوف المعاصي والآثام، فكانت للزّانيات دورٌ لها راياتٍ يعرفون بها، كما شرب العرب الخمر وتغنّوا بها، وعلى الرّغم من تلك الصّفات الذّميمة، إلاّ أنّ العرب كانت لهم بعض الخصال الحسنة مثل النّخوة والجود والكرم.
ناحية الأدب
أحبّ العرب قبل الإسلام الأدب والشّعر والخطابة حبًّا عظيمًا حتّى كانوا يعقدون أسواقًا خاصّة لذلك مثل ذو المجنّة وعكاظ يجتمعون فيها ويتبادلون إلقاء الشّعر الذي يتفاخرون فيه بالأنساب والأحساب.