الإسلام في العصر الحديث
بفضل التطور الكبير الذي شهده القرن العشرين فقد انتشرت دعوة الإسلام في العالم كله، ويعود الفضل في ذلك بعد رب العالمين إلى تطور وسائل الاتصالات الحديثة، ووسائل النقل والتي ساعدت على امتزاج الثقافات وتلاقحها بعد أن كانت متناحرة متخاصمة.
أعجب العديد من الغربيين بالديانة الإسلامية، مما دفعهم إلى اعتناقها واتباع تعاليمها السمحة، وقد ساعد اعتناق عدد لا بأس به من سكان الغرب للإسلام إلى اتساع رقعته، وانتشار تعاليمه بين العالمين بشكل أكبر، وقد برز من هؤلاء شخصيات عالمية عديدة استلهمت روح الإسلام وناضلت وكافحت وحفرت لاسمها مكانا في سجلات التاريخ الإنساني الخالدة.
الإسلام في الغرب
انتشر الإسلام في الغرب بشكل كبير، حيث تزايد عدد معتنقي هذه الديانة في كل من أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، وهنا سنبين طريقة دخولهم في ديننا الحنيف كما يلي:
الإسلام في أوروبا
ليس الإسلام حديث عهد بالقارة الأوروبية، فقد دخل إليها خلال الحملات التي كان المسلمون يقومون بها، وقد انتشرت الديانة الإسلامية في القارة الأوروبية بشكل جيد في أثناء الحكم العثماني خاصة في المناطق البلقانية، ومناطق شرق القارة الأوروبية.
أما في القرن العشرين فقد ازداد تواجد المسلمين في القارة الأوروبية، نظرا للهجرات الكبيرة التي قاموا بها من دولهم الأصلية إلى الدول الغربية، هربا إما من أوضاعهم الاقتصادية المتدنية في مواطنهم الأصلية، أو من الأوضاع السياسية السيئة التي سادت دول العالم الإسلامي على وجه التحديد في هذه الفترة.
يقدر اليوم عدد المسلمين في البلاد الأوروبية بالملايين، إذ ينعم قسم منهم بالمعيشة الكريمة، حيث تتوفر لهم سبل الراحة والأمان، كما ويسهم المسلمون في هذه البلدان بشكل كبير في المجالات المختلفة، فقد نبغ منهم العلماء والمفكرون خاصة بعد أن توافرت لهم كافة السبل المحفزة للعمل والإبداع.
لكن وفي الجهة المقابلة فإن قسما لا بأس به من المسلمين ممن يعيشون على الأراضي الأوروبية يعانون صعوبات العيش، خاصة بعد الأحداث السياسية الأخيرة في العالم كله، ومحاولة تشويه صورة الإسلام السمحة مما جعل النظرة إلى المسلمين تهتز بعض الشيء في تلك المناطق.
يتوقع خلال هذا العقد والعقد القادم أن تتزايد أعداد المسلمين في القارة الأوروبية؛ حيث من الممكن أن تصل نسبتهم بحلول عام ألفين وثلاثين ميلادي إلى قرابة ثمانية بالمئة تقريبا من إجمالي السكان في القارة الأوروبية وفقا للدراسات المختصة.
الإسلام في الولايات المتحدة الأمريكية
يرجع دخول الإسلام إلى أمريكا إلى القرن السادس عشر الميلادي، وقد كان ذلك من خلال رحلات استكشافية تضمنت منطقتي نيو مكسيكو وأريزونا. أما استيطان هذه المنطقة من قبل المسلمين فيرجع إلى أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، إذ توالت بعد ذلك الإنجازات الإسلامية في البلاد، وأخذ عدد المسلمين يتزايد فيها بشكل جيد.
يقدر تعداد المسلمين في الولايات المتحدة بحوالي ثلاثة ملايين نسمة تقريبا، يتوزعون في أصولهم بين العرب، والجنوب آسيويين، والأفارقة، وهذه الأعراق تشكل الغالبية العظمى من عدد المسلمين الإجمالي، وهناك تواجد لمسلمين من أصول أخرى كالأوروبيين، والأتراك، والإيرانيين، وغيرهم.