لكلّ أمّة من الأمم تاريخها وحضارتها، كما أنّ لكلّ أمّة عاداتها وأعرافها وتقاليدها التي تميّزت بها عن غيرها من الأمم، ومن بين تلك الأمم أمّة العرب التي كان لها خصائصها وعاداتها قبل أن تأتي رسالة الإسلام التي أُنزلت على نبيّ من صلب هذه الأمّة ليضيء نور الرّسالة وضياءها ظلام البشريّة، فتفتح آذانا صماً وعقولاً غلفاً لطالما تشرّبت قلوبها قيم الجاهليّة وضلالاتها، فتعرف ما هو تاريخ العرب قبل الإسلام في جوانب الحياة المختلفة ؟
جوانب تاريخ العرب قبل الإسلام
تاريخ العرب قبل الإسلام له عدة جوانب، ومن هذه الجوانب ما يلي:
الجانب الديني والعقدي
يرجع بعض المؤرخين العرب في أصولهم إلى سيّدنا إسماعيل عليه السّلام، والقبائل التي سكنت معه واستطونت مكّة المكرّمة مثل قبيلة جرهم، فكان كثيرٌ من العرب على عهده على دين الحنيفيّة وهو دين سيّدنا إبراهيم عليه السلام حيث التّوحيد الخالص، وبعد وفاة إسماعيل عليه السّلام ضلّت كثيرٌ من قبائل العرب وانحرفت عن منهج الله، فاتخذوا الأصنام التي صنعوها بأيديهم ليعبدوها من دون الله تعالى، فزعموا أنّهم إنّما يعبدونها حتّى تقرّبهم إلى الله تعالى وتشفع لهم.
بعد بعثة النّبي عيسى عليه السّلام دان كثيرٌ من العرب بالنّصرانيّة ومنهم من دان باليهوديّة، وقد وصل عدد الأصنام حول الكعبة إلى ما يقارب ثلاثمئة صنم حتّى أتى النّبي عليه الصّلاة والسّلام يوم الفتح فدمّرها كلّها وحطّمها.
الجانب الفكري و الثّقافي
كان العرب قبل الإسلام يحبّون كثيراً الأدب وخصوصاً الشّعر، حيث كانوا يتفاخرون بآبائهم وأجدادهم وقبائلهم من خلال قصائد الشّعر التي كان ينظمها كبار شعرائهم أمثال عنترة بن شداد، والنّابغة الذبياني، وقد قاموا بتعليق تلك القصائد على الكعبة المشرّفة فسمّيت بالمعلّقات العشر.
جانب العلاقات الإنسانيّة
كان مبدأ العرب قبل الإسلام يقوم على القوّة والغطرسة، فكان القويّ المتغلّب يتحكّم بمصير المغلوب، وكانت القبائل كثيراً ما تغير على بعضها فيسرقون وينهبون ويسبون النّساء في صورةٍ غاية في البشاعة والهمجيّة، وقد دامت بينهم حروب لسنواتٍ طويلة مثل حرب داحس والغبراء وكان لأتفه الأسباب، ولذلك امتنّ الله على أهل مكّة بأن جعل لهم حرماً آمناً في وقتٍ كان النّاس يتخطّفون من حولهم.
الجانب الاقتصادي
كان العرب قبل الإسلام يعتمدون على الرّعي وتربية الإبل والأنعام كثيراً، كما كانوا يتاجرون مع اليمن والشّام في رحلة الشّتاء والصّيف فيبتاعون ويبيعون.
جانب العلاقات الأسريّة
مثّلت العلاقات الأسريّة نموذجاً آخر للجهل والتّخلف، فقد انتهكت حقوق المرأة انتهاكاً فظيعاً فكانت المرأة لا تعطى من الميراث شيئاً وتعامل معاملة المتاع، بل إنّها قد حرمت أحياناً كثيرة من حقّها في الحياة بحجج باطلة وأعذار واهية كالخوف من الفقر أو العار، فجاء الإسلام ليردّ للمرأة كرامتها ويعطيها حقوقها غير منقوصة.