سفينة التايتانك
قصّة سفينة التايتانك تعتبر من أشهر القصص عبر التاريخ، والتي عدت أيضاً من أكبر المآسي التي حلت في تلك الفترة؛ حيثُ استيقظ العالم في الخامس عشر من إبريل من عام 1912على خبر مفجع ألا وهو غرق سفينة آرإم إس تايتانك، وغرق ما يقارب 1500راكب من أصل2200.
انطلقت السفينة التي تُعدّ الأكبر والأضخم في ذلك الوقت من مدينة ساوثهامبتون إلى مدنية نيويورك في أوّل رحلة بحرية لها على الإطلاق، وكانت تضمّ ركاباً من جميع الطبقات الاجتماعية، وقسّمت إلى ثلاث درجات تبعاً لنوع الركّاب؛ فالدرجة الأولى كانت تضمّ أناساً من الطبقات العليا في المجتمع، والطبقة الثانية ضمّت الأشخاص الأقل مرتبةً، والثالثة ضمّت العمّال والأشخاص من الطبقة الكادحة، وتعتبر الرفاهية التي وفّرت للركاب حتى لأولئك الذي كانوا في الطبقة الثالثة لا مثيل لها قبل ذلك الوقت؛ حيثُ توفّرت على متن السفينة الغرف، وقاعات الاجتماعات، والاحتفالات، والملاعب، وغيرها الكثير.
سبب الغرق
في اليوم الرابع من إبحارالسفينة في شمال المحيط الأطلسي اصطدمت بجبلٍ ضخم من الجليد أدى إلى غرقها بعد ساعتين وأربعين دقيقة من لحظة الاصطدام، وتشير المصادر التاريخية إلى أن طاقم السفينة كانَ على علم بوجود جبال جليدية في تلك المنطقة، وعلى الرّغم من ذلك استمرت السفينة بالإبحار بسرعة قصوى، وحينَ أصبح الجبل الجليدي في مرأى النظر لم يستطع الطاقم تغيير اتجاه السفينة وتفادي الاصطدام المروّع الذي أدى إلى تعطل المحركات وإلى دخول الماء إلى خمس حجرات من أصل ستّ عشرَة حجرة، وكان تصميم السفينة يعتمد على بقائها طافيةً حتى لو غمرتها المياه، وكان الحد الأقصى المسموح به لبقائها على سطح الماء هو أربع حجرات.
تلك الحادثة سابقة الذكر أدّت إلى موت ما يُقارب 1500راكب؛ فقوارب النجاة لم تكُن كافيةً لجميع الركاب، وكان هذا مخالفاً للقانون وقتها، بالإضافة إلى الإخلاء العشوائي للركاب والذي أدى إلى أن تنطلق بعض القوارب بحمولة قليلة، وكل من قفز في المياه وقتها توفيَ بعدَ لحظاتٍ قليلة نظراً لدرجات الحرارة المنخفضة جداً في ذلك الوقت، وبعدَ حوالي ساعة ونصف من غرق سفينة التايتانك وصلت سفينة آر إم إس كارباثيا إلى موقع الحدث، وقامت بمساعدة الناجين المتبقين في قوارب النجاة.
حادثة السفينة المأساوية أشعلت الرأي العام في ذلك الوقت، وطالب الناس بتشديد الرّقابة على قوانين الشحن والنقل ونقص قوارب النجاة والمساواة بين الركاب. ننوّه إلى أنّه تمّ إنتاج فيلم مبني على القصة، وحقّق نجاحاً كبيراً وأرباحاً تقارب 1.8 مليار دولار.