جدول المحتويات
الخوف والقلق
الخوف من أقوى المشاعر الّتي تتملّك الإنسان وله القدرة على التّحكّم بجسده وعقله وتصرّفاته عندما يتعرّض للشّيء الّذي يخيفه سواء أكان مادّيّاً ملموساً أم حتّى خياليّاً، ولا يعني ذلك أنّ الإنسان ضعيف بل يمكن أن يتملّك الخوف أقوى وأشرس النّاس، والقوّة والشّجاعة الحقيقيّة هي بالاعتراف بخوفك ومحاولة التّخلّص منه ومواجهته، فقد يتحوّل لجانب قوّة لديك، والقلق هو نوع من أنواع الخوف وهي كلمة نستخدمها عندما نخاف أو نتوتّر من حصول شيء ما في المستقبل، كقلقك من التّعرّض للاعتداء أو التّعرّض لموقف يجبرك على ركوب الطّائرة أو أيّاً كان خوفك.
كيفيّة التخلّص من الخوف والقلق
- عليك الاعتراف والبدء بالتّصرّف عندما يزيد الخوف عن حدّه، فالخوف شيء طبيعيّ كخوفك من ركوب الدّرّاجة لأوّل مرّة، أو خوفك من أوّل يوم لك في المدرسة أو الوظيفة، ولكن سرعان ما يبدأ بالتّأثير على حياتك اليوميّة وعلى سير خططك يتحوّل إلى خوف غير طبيعيّ وهاجس يمنعك من متابعة حياتك، فعليك التّفكير بمخاوفك وتحرّي مدى تأثيرها على حياتك، وإن كانت سبباً لقلقك وعصبيّتك الزّائدة، وإن كانت تمنعك من التّقدّم بخططك ممّا يعني أنّك بحاجة إلى علاج و دواء لخوفك، والّذي يبدأ معك وبإرادتك من دون مساعدة أيّ شخص، كما عليك فهم أعراض الخوف فعندما تتعرّض لموقف يخيفك كالتّحدّث أمام الجمهور أو ركوب الطّائرة، أو وجودك بقرب حيوان يخيفك مثل القطط والكلاب، أو الحشرات تحدث ردود فعل عاطفيّة وفسيولوجيّة وعقليّة بداخلك، كزيادة دقّات قلبك وصعوبة في التّنفّس والتّعرّق والذّعر والرّغبة بالهرب، والتّفكير في سبب خوفك فمثلاً قد تكون تخاف من المشي إلى المنزل لتعرّضك للاعتداء أو السّرقة في وقت سابق، أو قد تخاف من ركوب الطّائرة لحدوث حادث أو لكثرة المطبّات الهوائيّة في آخر مرّة ركبتها فيها، فعليك أن تحدّد وتحصر سبب الخوف لتتقدّم بعلاجه.
- كن واقعيّاً وفكّر بإيجابيّة بنتائج التّعرّض لمخاوفك، واالبحث عن معلومات صحيحة عنها، فمثلاً قد تعتقد أنّ العنكبوت بمجرّد رؤيتك قد يهجم عليك ويسبّب بمقتلك وهذا اعتقادك وسبب خوفك، أو قد تعتقد أنّ تحدّثك أمام الجمهور قد يعرّضك للإحراج ويدفع النّاس إلى السّخرية منك، ففي حالة امتلاك الخوف لك فكّر في النتاجات الفعليّة وليس النّتاجات المتوقّعة لديك.
- ممكن أن تكون خائفاً من المجهول كخوفك من شيء بمحاولة تجنّبك له طوال حياتك ممّا يزيد المشكلة، فعليك أن تحاول مواجهة مخاوفك تدريجيّاً، فمثلاً إذا كنت تخاف من القطط ابدأ بمشاهدة صور القطط إلى أن تشعر بتخلّصك من الخوف، وثمّ راقبها في الشّارع أو في منزل صديق يملك قطّاً إلى أن تشعر بالارتياح، ومن ثمّ حاول الاقتراب منها ومداعبتها إلى أن تتخلّص من خوفك بشكل كامل.
- مارس تقنيات الاسترخاء فعندما تواجه مخاوفك يبدأ جسمك بردود فعليّة تخبرك أنّك تتعرّض للاعتداء، وتدخلك في نوبة قلق، حاول في هذه اللّحظة أن تمارس تقنيات الاسترخاء كالتّنفّس العميق.