من الظواهر المؤلمة التي نراها في شوارعنا و أماكننا العامة ظاهرة الشبان الذين يقومون بتربية شعورهم و إطالتها ، و الذي يزيد النفس إيلاما أنك عندما تناقش أحدهم في سبب إطالته لشعره ، يقول لك إنها حرية شخصية و إن النبي صلى الله عليه و سلم كان شعره طويل ، و العجب العجاب أن هؤلاء الشباب تراهم في سلوكهم و حياتهم بعيدون كل البعد عن سنة النبي صلى الله عليه و سلم ، بل إن أحدهم قد يكون تارك لصلاته و صيامه ، ثم يأتي ليقول لك أنا أتشبه بالنبي صلى الله عليه و سلم بهذه المسألة ، و الحقيقة هي أن النبي عليه الصلاة و السلام كان أحيانا يطيل شعره و أحيانا يقصره ، و قد روي عن الصحابة الكرام أحاديث في ذلك منها حديث أنس رضي الله عنه حيث قال في صفة شعر النبي عليه الصلاة و السلام أنه كان يضرب منكبيه ، و في حديث آخر كان شعره ما بين أذنيه و عاتقه ، و قد روت أم هانىء رضي الله عنها أن النبي الكريم دخل مكة و له أربع غدائر أي ضفائر ، و يستنتج من هذه الأحاديث على اختلافها أن النبي الكريم لم يكن على صفة واحدة ، فأحيانا قد يصل شعره إلى قرب منكبيه و أحيانا يتخذ منه ضفائر إذا طال ، و حاصل المسألة أن ذلك بسبب ما تعارف عليه الناس حينئذ من العادات و السلوك و لم يكن ذلك سنة عن النبي الكريم ، و ما صح عنه عليه الصلاة و السلام أنه قال إذا كان لأحدكم شعرا فليكرمه .
فحكم تطويل الشعر أنه جائز و ليس سنة عن النبي صلى الله عليه و سلم ، و قد يكون هذا السلوك مرفوضا و خاصة إذا أصبح من شيم و عادات الضلال و الجهلة إطالة شعورهم ، و هذا ما نراه منتشرا و ظاهرا بين بعض فئات الشباب الذي أصبح يلهث وراء عادات الغرب الكافر ، و يتشبه بالمخنثين من المغنين ، و أحرى و أولى على الشاب المسلم اتباع سنة النبي صلى الله عليه و سلم في اطالة اللحية و غيرها من الصفات الخلقية و الخلقية .