يتعرض كثير من الناس إلى أيام عصيبة في حياتهم ، فقد يصيب المرض عزيزا لهم ، فيقولون في أنفسهم على فعل كذا و كذا إذا شافى الله مريضي ، و يسمى هذا النوع من الكلام و النية النذر ، أي أن الإنسان ينذر نفسه و يسخرها لأداء فعل معين عندما تتحقق النتيجة التي علق عليها نذره من شفاء مريض أو نجاح في دراسة أو غيرها مما ينشد الإنسان في حياته ، و الحقيقة الساطعة هي أن النذر لا يقدم شيئا و لا يؤخره ، و لا يتدخل في قضاء الله و قدره ، فهو أمر خاص ابتدعه البشر ، فإذا نذر الإنسان على أن يفعل شيئا عليه أن يفي بنذره ، لهدي النبي صلى الله عليه و سلم في ذلك حيث قال ( من نذر أن يطع الله فليطعه ) ، أما النذر على شيء محرم فهو باطل لا محالة ، و على الناذر فيه الكفارة مع التحلل منه و يأخذ النذر معنى اليمين فإذا نذر مسلم على أن يؤدي نذرا معينا ، ثم عدل عن ذلك فعليه كفارة اليمين و هي عتق رقبة فإن لم يجد فإطعام عشرة مساكين أو كسوتهم ، فإن لم يجد فصيام ثلاثة أيام .
فمن نذر على أن يذبح شاة عند دفع ضر أو مرض عن ابنه مثلا ، أو عند حصول خير يرتجيه ، و قد حدد عند نذره مصرفه بأن قال علي ذبح خروف للفقراء و المساكين ، فعليه أن يقوم بتوزيعه على من حدد ، و لا يجوز له الأكل منه لأنه كما قال العلماء نذر مجازاة ، مترتب على وقوع خير أو دفع ضر ، أما إذا لم يكن الأمر محددا بأن لم يحدد الشخص عند نذره طريقة توزيعه و أكله ، فقد اختلف العلماء في ذلك ما بين مبيح لذلك و ما بين كاره مطلقا .
و أخيرا على المسلم أن يتوكل على الله سبحانه و تعالى في كل أموره ، فإذا أصابه ضر أو مصيبة أو طمع في خير لجأ إلى الله و دعاه ، و ترك ما عليه من المعاصي ، و تاب إلى الله و استغفره ، فهذه هي الوسيلة المناسبة لجلب المصالح و دفع المضار .