كتبت الشريعة الإسلامية على المسلمين تأدية زكاة الفطر، وهي الزكاة التي يجب عليهم أن يدفعوها تزكية عن نفوسهم فهي وتطهيرا لما علق بهذه النفوس من أخطاء وتقصير وآثام خلال أيام الشهر الفضيل، فهي بذلك ليست كالزكاة العادية اي زكاة الأموال، بل هي زكاة تدفع عن الأفراد فردا فردا، وهي زكاة تدفع خلال شهر رمضان المبارك وقبل البدء بصلاة العيد، عيد الفطر المبارك، فهي تأتي في وقت يحتاج فيه الفقراء وذوو العوز من الناس إلى المعونة حتى يستطيعوا ان يعيشوا اللحظات الجميلة في العيد، لهذا وجبت هذه الزكاة في هذا الوقت من السنة تحديدا، حيث أن هذه الزكاة كما باقي التشريعات الإسلامية تهدف إلى العبادة والإصلاح في المجتمع.
يعرف المسلمون زكاة الفطر منذ عهد الرسول الأعظم محمد – صلى الله عليه وسلم – حيث أنهم اعتادوا على تأديتها لما لها من فضل وبركة عظيمين في الدنيا وفي الآخرة. والمختصون في علوم الشريعة الإسلامية صنفوها من ضمن العبادات الواجبة على كل مسلم مقتدر ماليا على دفعها، وتم تحديد حد الاقتدار المادي بأن يملك الإنسان طعامه وطعام عياله وما يزيد عليه في يوم عيد الفطر، حيث يدفع رب الأسرة والقيم على أمر العيال هذه الزكاة عن كل فرد من أفراد الأسرة أو ممن هو مسؤول عن إعالتهم، أما قيمتها فهي تقدر بثلاثة كيلو جرامات من الأرز أو الشعير أو التمر أو الطحين أو الشعير، والثلاثة كيلو جرامات، تعدل الصاع الواحد، وقد تعارف المسلمون على هذه الكمية منذ عهد الرسول الكريم فقد جاء في الحديث على لسان أبي سعيد الخدري : " كنا نخرج صدقة الفطر صاعا من طعام أو صاعا من شعير أو صاعا من تمر أو صاعا من أقط أو صاعا من زبيب " كما جاء على لسان الصحابي عبد الله بن عمر أنه قال : " فرض رسول الله زكاة الفطر من رمضان صاعا من تمر أو صاعا من شعير على العبد الحر و الذكر و الأنثى و الصغير و الكبير من المسلمين و أمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة ".
ويستطيع الناس أن يدفعوا ما يقابل هذه الكمية من الأموال حيث تحدد الجهات المسؤولة والمختصة في العلوم الشرعية في الدولة القيمة الواجب إخراجها كل سنة بسنتها وتخضع قيمة الزكاة للتذبذب بين السنوات بسبب اختلاف أسعار الكميات التي يتم التقدير على أساسها من سنة إلى أخرى. هذا وإذا حصل ونسي المسلم دفع زكاة الفطر فيتوجب عليه ان يدفعها مباشرة حينما يتذكر فهي لا تسقط مع النسيان.