العادات والتقاليد والأعراف التي يتبعها الناس في المجتمعات المختلفة تتعدد بتعدد تلك المجتمعات ، وفي الدول العربية توجد العديد من العادات والتقاليد التي ترتبط بكل شئ تقريباً في جميع نواحي الحياة ، ولا يمكن الفصل في تلك العادات والتقاليد بين في المجتمعات العربية بين أصولها التاريخية ، وإرتباط تلك العادات بالأديان ، وخاصة الدين الإسلامي الذي يحتل مرتبة الصدارة في عدد المدينين به في الدول العربية ، ومن أهم العادات والتقاليد التي قد نرى فيها تباين كبير بين الشعوب وبعضها ، بل داخل الشعب الواحد بين أهل المناطق أو المحافظات المختلفة ، هي عادات الزواج وترتيباته .
و ليس من المستغرب معرفة أن تلك العادات هي على أشد ما يكون من الإختلاف بين الدول العربية وبعضها ، إذ أن ذلك يحدده الطابع الإجتماعي والمستوى الإقتصادي لأهل البلد ، ومستوى الدولة نفسها من حيث الإقتصاد وتوفير الإحتياجات الأساسية والأمن ، وغير ذلك من العوامل التي تجعل من عادات الزواج شئ يميز كل بلد عن الآخر ، ورغم أن هذا التنوع يجعل من الدول كيانات مستقلة ثقافياً واجتماعياً ويمنحها الخصوصية داخل القطر العربي ، إلا أن هناك العديد من الأشياء المشتركة بين كل الدول العربية في عادات الزواج ، وهي الخطبة .
و الخطبة موجودة عند العرب من قبل نزول الإسلام ، وبعد الدعوة جعل الإسلام للخطبة أحكام قالها المفسرون وعلماء الدين الذين أتوا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو لم يقل في حكم الخطبة إلا أن الرجل لا يجوز له أن يخطب على خطبة أخيه المسلم ، إلا بشرطين ، الطلاق بعد الزواج ، أو فسخ الخطبة .
و هكذا فإن الخطبة مباحة ومن الأعراف التي أقرها الإسلام ، والهدف منها التعارف قبل الزواج بين الزوجين ، وإتاحة الفرصة للزوج لكي يقوم بتجهيز منزل الزوجية للعروس . وهناك شروط للخطبة في الإسلام غير التي ذكرناها ، منها ان الرجل لا يجوز له أن يخطب المحرمة من حج أو عمرة ، ولا يجوز له خطبة المرأة في العدة ، وللعدة أحكام يقضي أغلبها بعدم جواز التصريح بطلب الخطبة لعدم وقوع حرج أو مشاكل وعيوب بين الزوجة وزوجها أو أهله في وقت العدة ، أما بعد إنتهاء العدة فيمكن التصريح بالخبطة ولا ضرر .