موقع مدينة حماة
تقع مدينة حماة على أرض منخفضة تحيطها الهضاب من الجهة الجنوبية، في وسط محافظة حماة الواقعة وسط سوريا على جانبي نهر العاصي الذي يقسمها إلى قسمين كبيرين شمالي وجنوبي، هما الحاضر والسوق تصل بينهما ستة جسور، خمسة منها جسور قديمة، وجسر حديث، يسمى جسر سلمية، يقع على الطرف الشرقي من المدينة، وتقع على مسافة ما يقارب 209 كيلومتر شمالي دمشق في منتصف المسافة بينها وبين مدينة حلب التي تبعد عنها نحو 150 كيلومترا، وتبعد عن مدينة بانياس الساحلية ما يقرب 90 كيلومترا شرقا، وعن الساحل السوري 120 كيلومترا.
تبلغ مساحة مدينة حماة نحو تسعة آلاف كيلومتر، أما من حيث السكان فتعد رابع أكبر المدن السورية بتعداد سكاني بلغ في نهاية عام 2010 ما يقارب 750 ألف نسمة وفقا للبيانات الرسمية، أغلبيتهم من المسلمين مع تواجد أقلية صغيرة من المسيحيين.
تعد مدينة حماة حلقة وصل لا بد من المرور فيها للتنقل من أي جهة كانت في سوريا وذلك لموقعها على جانبي نهر العاصي الذي تستخدم النواعير المتواجدة على ضفتيه – والنواعير: هي عبارة عن آلات خشبية ( ظهرت في العصر الروماني ) تدور بالقوة المائية تقوم من خلالها بنقل الماء بواسطة صناديق مصنوعة من الخشب من حوض إلى آخر باتجاه علوي ومنه تجري في قنوات محمولة على قناطر- لتوزيع مياهه لري أراضيها وتوفير حاجة السكان والبيوت والمنافع العامة من المياه، كما أن موقعها الاستراتيجي على الطرف الغربي للبادية السوريا جعل منها سوقا رئيسا لمنتجات البادية.
تاريخ حماة
تعاقبت على مدينة حماة حضارات عديدة، حيث يعود تاريخ المدينة إلى خمسة آلاف عام قبل الميلاد، ويروي البعض أن حمث بن كنعان قام ببنائها على شكل الحصن - قلعة حماة الأولى التي توسعت المدينة خارج حدودها في العصور التي تلت ذلك باتجاه الطرق ووسائل الخمسة الرئيسة التي كانت آنذاك تنطلق منها باتجاه المدن المحيطة بها - الذي يرادف في اللغات الشرقية القديمة لفظ "حامات" المشتق اسمها منه، وهناك روايه أخرى أنها سميت على اسم أول ملك آرامي حكمها، وهو حماة.
تعاقب الحضارات على مدينة حماة جعلها زاخرة بالمعالم التاريخية والآثار التي تجذب أعدادا كبيرة من السياح كل عام، من أهم هذه المعالم: الجامع النوري، وخان رستم باشا، وجامع أبي الفداء، وخان أسعد باشا العظم، وحمام السعدية، وبيمارستان النوري، وحمام العبيسي، وقلعة حماة، ومتحف مدينة حماة الزاخر بالكنوز الأثرية، وغيرها العديد من المعالم.