مدينة صفد
تعتبر مدينة صفد إحدى أهم المدن العربية التي تعتبر عاصمة للجليل الأعلى الفلسطيني؛ لأنها أهم موقع فيه بحيث وقعت تحت الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1948م، وما زالت إلى الآن تخضع له، فاين تقع وتوجد تحديدا وما الذي يميز أرضها ومناخها؟
الموقع الجغرافي
احتلت مدينة صفد مكانا مميزا عبر العصور التاريخية المختلفة، فقد اتخذت كموقع حصين أثناء حروب الإفرنج؛ لأنها تطل على المنطقة الشمالية من إقليم الجليل تحديدا، كما أنها تقع على الطريق الواصلة بين العاصمة السورية دمشق ومدينة عكا الفلسطينية، وكان أي عدو يحاول السيطرة عليها تمهيدا للسيطرة على منطقة الجليل، كما أنها حظيت بأهمية وفائدة تجارية بسبب موقعها، فكانت تشكل محطة بريد وتحديدا في عهد المماليك بين بلاد الشام ودولة مصر، بحيث كان يصل البريد من مدن فلسطينية مختلفة كجنين، وحطين، واللد عن طريق غزة، ومن ثم تصل إلى دمشق ومنها إلى نهر الأردن عن طريق جسر بنات يعقوب، وكان بالمقابل يصل إليها حمام زاجل من مصر متبعا الطريق نفسها، إضافة إلى اتخاذها طريق للقوافل التجارية ما بين الشام ومصر وتحديدا في العهد الروماني وكذلك الإسلامي.
نتيجة لموقعها الجغرافي الاستراتيجي المتوسط المهم، تم اختيارها كمركز إداري لمنطقة الجليل الأعلى، وكذلك في عهد الإنتداب البريطاني حظيت بنفس المركز، إضافة إلى اعتبارها نقطة تجمع المواصلات بين إقليم الجليل وباقي أقاليم فلسطين وسوريا إضافة للبنان، أما بالنسبة لحدودها الدولية فتقع إلى الشمال من فلسطين على مسافة 29 كيلومتر، وتبعد عن الخالصة ما يقارب 40 كيلومترا، أما ترشيحا فتبعد عنها 36 كيلومترا، وعن مدينة حيفا تبعد مسافة 74 كيلومترا، وعن يافا تبعد 175 كيلومترا، أما اللد فتبعد عنها 165 كيلومترا، وعن القدس تبعد 206 كيلومترا، إضافة إلى ما يقارب 264 كيلومترا عن بئر السبع.
المناخ والمياه
يتبع مناخ مدينة صفد إلى مناخ البحر الأبيض المتوسط، فارتفاعها عن مستوى سطح البحر يجعل من مناخها لطيف خلال فصل الصيف وبارد في فصل الشتاء، بحيث تتراوح درجة الحرارة فيها خلال فصل الصيف ما بين 18 درجة مئوية إلى 29 درجة مئوية، أما في فصل الشتاء فتتراوح ما بين 4-10 درجات مئوية، وتبلغ متوسط كمية الأمطار التي تسقط سنويا فيها تقريبا 728 ملليمترا، وتسقط الثلوج عليها سنويا؛ فتعتبر بذلك من أغنى المدن الفلسطينية بالمياه وتحديدا الجوفية منها.