إقامة العدل
خصّ الله نفسه بالعدل وأمر عباده بالتخلق بهذا الخلق؛ لما له من أهمية وفائدة عظيمة تنصب على المجتمعات والأفراد، وتعود على حياة الأفراد بالخير الكثير، وذكر العدل في كثير من الآيات القرآنية التي حثت عليه ودعت للتمسك به، فالمسلم يسعى لأن يتحلى به ويجاهد نفسه على إقامة العدل بين أبنائه في كل شيء، فلا يميز بينهم وإن مال قلبه لأحد منهم لا يشعرهم بذلك أبدًا وإلا وقع في الإثم، وفي هذا المقال سيتم تعريف ومعنى العدل.
تعريف ومعنى العدل
يمكن تعريف ومعنى العدل على أنه الإنصاف وعدم التمييز وإعطاء كل ذي حق حقه دون زيادة أو نقصان، وهو المساواة في التعامل مع الناس في كل شيء وعدم التحيز لمذهب أو عرق أو لون أو منزلة اجتماعية معينة، والظلم ضد العدل، ولولا العدل لجارَ الناس وسُلبت الحقوق ولضاع الأمن في البلاد.
أثر العدل على الفرد والمجتمع
لتحقيقِ التوازن في المجتمع كان لابد من إقامة العدل بين أفراده؛ ليشعر كل فرد فيه بأنه مهم وبأن له دور لا يقل أهمية وفائدة عن دور الآخرين، وللعدل آثار عظيمة تعود على الفرد والمجتمع منها:
- تحقيق الاستقرار النفسي للأفراد.
- شعور كل فرد في المجتمع بدوره مما يدفعه إلى الانخراط في العمل وزيادة الإنتاج.
- بالعدل يتحقق الأمن.
- انتشار الحب بين الناس.
- بالعدل يكف الظالم عن ظلمه وتحمى ممتلكات الناس وتصان أعراضهم.
- تقليل الجرائم في المجتمعات.
أنواع العدل
النفس السوية جبلت على حب العدل وكره الظلم، والمسلم من سعى لإقامة العدل بأنواعه في كافة أمور حياته، فنال بذلك منزلة عظيمة في حياته وبعد مماته، وللعدل أنواع متعددة منها:
- العدل بين الأبناء: حين يعدل الوالدين بين أبنآئهم تزيد الألفة والمحبة بينهم، وتعدم الغيرة الناشئة عن التمييز وتصفى القلوب من الحقد، ويتعاونون فيما بينهم لطاعة وخدمة والديهم، فعلى الوالدين إشعار الأبناء بأنهم متساوون في الحب وبأن لهم مكانة واحدة في قلوبهم وبأنهم متساوون.
- العدل بين الزوجات: حين شرع الله بتعدد الزوجات أوجب عليه العدل بينهم في كل شيء؛ كالمسكن والمبيت والمأكل والمشرب وفي النفقة والمعاملة.
- العدل في الميكال والميزان: تعددت الآيات القرآنية التي تدعو إلى الوفاء بالميكال و تنهى عن التلاعب بالميكال والميزان وتوعدت بالويل للمطففين، فيجب أداء الأمانات إلى أهلها وإعطاء الناس حقوقها، ومعاقبة كل من يجرأ على التلاعب في حقوق الناس.
- العدل في الحكم بين المتخاصمين: العدل أساس الحكم فيجب على من يحكم بين الناس أن يقيم العدل والانصاف بينهم، وأن لا يميز أحد عن آخر لعرق أو لون أو حالة اجتماعية معينة أو لأي سبب من الأسباب.
- العدل في التعامل مع الناس: ويكون ذلك بأن يحب الإنسان مايحب لغيره، فيكف عن أذيتهم والتعرض لهم بأذى أوسلب لحقوقهم، والإحسان وحب الخير للناس كافة.