الحرية
الحرية، وهي أن يقوم الفرد على اتخاذ القرارات، أو تحديد وجهة نظره دون أي شروط أو قيود من أحد، وهي التخلص والتحرر من كل الضغوطات التي تقيد طاقات الإنسان، والحرية على عدة أشكال؛ منها الحرية الشخصية أو الفردية، كإبداء وجهة نظره في بعض الأمور والحرية الجماعية كتحرير الأرض، وقد تعدد التعريفات والمفاهيم عن الحرية في الفلسفة، وسنتحدث في هذا المقال عن بعض التعريفات الفلسفية لمفهوم وتعريف ومعنى الحرية.
مفهوم وتعريف ومعنى الحرية فلسفيا
عند السفسطائيين
تعتبر الحرية عند السفسطائيين حرية عقيدة وسياسة وفنون وأخلاق، وقد ركزوا في المفاهيم التربوية التي وضعوها على مفهوم وتعريف ومعنى الشعور بالحرية، والاعتزاز بالنفس، وقد جعلوها قائمة على العقل الإنساني، فهم ينظرون إلى الحياة على أنها مجموعة من الأفعال الحرة التي يقوم بها الإنسان من أجل تحقيق ذاته، ويرجع الفلاسفة الفسطسائيون أن طول عمر الإنسان يعود لتمتعه بالحرية النفسية الكاملة، وقد طالبوا بتوفير الحرية لإرادة النفس الفردية، فمع الحرية تبرز العقلانية الناصعة، فهي بذلك خطوة تعكس إيمانها العميق بالحرية الإنسانية.
عند أرسطو
لقد اهتم أرسطو كثيرا بإنصاف الفرد وتحريره من كل أشكال الحتمية، وقد آمن أرسطو بالحرية الإنسانية إلى حد كبير، ويؤكد أن بناء شخصية الإنسان من أهم الأشياء التي يجب على الإنسان الاهتمام بها، ويقول بأن الرذائل والفضائل التي نفعلها هي مسؤولية شخصية.
عند الأبيقورية
حاول الأبيقوريون منذ القدم السعي الجاد في محاربة المخاوف، والأوهام التي تسيطر على عقل الشخص وتقف عثرة أمام حصوله على حريته ومن ثم شعوره بالسعادة، فهم يؤمنون أنه بالرغم من الظروف السياسية والاجتماعية المحبطة التي يعيش فيها الفرد إلا أن عليه تحديها ومحاولة التغلب عليها من أجل العيش بهدوء وحرية، وقد أعلن الأبيقوريون أن سعادة الإنسان كامنة في داخله، بل واعتبروا العمل على تحرير الإنسان من مخاوفه من مهام الفلسفة.
عند إيمانويل كانت
يؤمن إيمانويل كانت بأنه لا يوجد أحد يلزم الإنسان بالتعامل أو التفكير بالطريقة التي يريدها، ويرى أن كل شخص يستطيع الالبحث عن سعادته وفرحه بالطريقة التي يراها مناسبة له.
عند سارتر
يقول سارتر إنه لا يوجد فرق بين وجود الإنسان منذ ولادته وحصوله على حريته، فهو يربط بين الوجود الإنساني من حيث الحصول على الحرية، فالحرية عنده كائن بشري يفرز عدمه الخاص غاضا البصر عن أحداث الماضي والمستقبل للإنسان، ويحاول سارتر لفت الانتباه الى مبدأ الثنائية.