جدول المحتويات
تعريف ومعنى كلمة ظلم
أصل كلمة ظلم لغوياً من الجور وتجاوز الحدّ، ويقال ظَلَمه، يَظْلِمُه ظَلْمًا، وظُلْمًا، ومَظْلمةً، والاسم منها ظالم وظَلوم، ويشكل الظَّلْمُ مَصْدرٌ حقيقيٌّ، أما المعني الاصطلاحي لكلمة ظلم فهو وضع الشيء في غير مكانه وموضعه اللازم إما بزيادة أو في نقصان أو بالعدول عن مكانه أو وقته، ويقُال إنه عبارة عن تعدي الباطل على الحق والجور والتصرف بملك الغير إلى حد التجاوز والإجحاف، وسنتعرف خلال مقالنا هذا على صور وآثار الظلم في حياة الإنسان.
صور ظلم الإنسان لنفسه
يوجد للظلم صور عديدة في حياة الإنسان، ومن صوره ما يلي
- يعتبر الشرك بالله من أعظم صور ظلم الإنسان لنفسه قال تعالى: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) “لقمان:13″، وبيّن ابن تيمية جهل كثيراً من الناس بأن أمر الشرك بالله من أشد صور ظلمهم لأنفسهم.
- ظلم الإنسان وتعديّه على حدود الله لقوله تعالى: (تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ فَلاَ تَعْتَدُوهَا وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّهِ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)“البقرة:229″، وفسر ابن جرير بأن (تلك معالم فصوله، بيّن ما أحل لكم، وما حرم عليكم أيها الناس، فلا تعتدوا ما أحل لكم من الأمور التي بينها وفصلها لكم من الحلال، إلى ما حرم عليكم، فتجاوزوا طاعته إلى معصيته).
- الصدُّ عن مساجد الله التي يذُكر بها اسمه بقوله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)”البقرة: 114″.
- كتم الإنسان للشهادة بقوله تعالى: (أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَـقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطَ كَانُواْ هُودًا أَوْ نَصَارَى قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)”البقرة: 40″.
- إعراض الإنسان عن آيات الله وتعطيل أحكامها وكما جاء بقوله تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَن يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا) “الكهف: 57”.
- افتراء الكذب على الله سبحانه كما جاء بالآية الكريمة: (فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)”الأنعام: 144″.
صور ظلم العباد
ويقسم ظلم العباد لبعضهم لبعض إلى قسمين وهما
- القسم الأول: ظلم قولي ومن صوره:
- القسم الثاني: ظلم فعلي ومن صوره:
عواقب الظلم
- يصرف الله الظالم عن الهداية بقوله تعالى: ( إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)” المائدة: 51″.
- تحل لعنة الله عليه وغضبه لقوله -عزَّ وجلَّ-: (يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)”غافر: 52″.
- عدم إفلاح الظالم لقوله تعالى: (إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)”الأنعام:21″.
- يحرم الله الظالم من الشفاعة، قال تعالى: (مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ)”غافر: 18″، ويقول -عليه الصلاة والسلام (صنفان من أمتي لن تنالهما شفاعتي إمام ظلوم غشوم، وكل غالٍ مارق).
- تصيب دعوة المظلوم الظالم ولا تخطئه وكما جاء بحديث النبي -عليه الصلاة والسلام-: (واتق دعوة المظلوم؛ فإنه ليس بينها وبين الله حجاب).
- توعد الله الظالم بدخول النار وكما جاء بالحديث الشريف الذي روته الصحابية الجليلة خولة الأنصارية -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنَّ رجالًا يتخوضون في مال الله بغير حقٍّ، فلهم النار يوم القيامة).
- يُلحق الظلم بأهله البلاء والعقاب من الله -عز وجل- لقوله تعالى: ( فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ)”الحج:45″.
- يولد البغضاء والكره بين الناس ونزعة الحقد والإنتقام.