العولمة (النظام العالمي الجديد)
اتجهت الدول الرأسمالية العظمى في السنوات الأخيرة لاتخاذ سياسة العولمة للولوج إلى جميع دول العالم المتطورة والنامية على حدٍ سواء؛ وذلك من خلال جعل العالم كقرية صغيرة واحدة لتحقيق أهدافٍ سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية، وكسر الحواجز بين جميع دول العالم، ويعود السبب الرئيسي لهذه الخطوة التاريخية أن الدول الرأسمالية قفزت قفزاتٍ كبيرة في مجال الإقتصاد والإنتاج، الأمر الذي جعلها تالبحث عن أسواقٍ جديدة خارج نطاق دولها فوجدت في الدول النامية أسواقاً استهلاكيةً تعود عليهم بالأرباح الوفيرة. ومصطلح العولمة مفهومٌ واسع الأُطر، لذا سنتحدث تالياً عن مفهوم وتعريف ومعنى العولمة وأهم إيجابيات العولمة وسلبياتها على دول العالم.
تعرف على ما هى العولمة
العولمة كمصطلح لغوي تعني جعل الشيء عالمياً دولي الانتشار، أما عن معنى العولمة من الناحية السياسية أو الدولية فهي أحد سياسات الرأسمالية التي تسعى إلى دمج دول العالم ببعضها وتقصير المسافات بينه وتكسير الحواجز بين الدول العظمى والنامية في جميع المجالات وتسهيل عمليات التبادل بينها؛ الأمر الذي يمكّن تلك الدول القوية من فرض السيطرة والتحكم بالقرارات في جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهي حالياً تتمثل بالولايات المتحدة الأمريكية التي فرضت هيمنتها على جميع دول العالم وأصبحت تتحكم في شؤونه وتفرض النموذج الأمريكي على العالم أجمع.
إيجابيات العولمة
- توسيع المدارك الفكرية وإتاحة فرص المعرفة لجميع الناس، والدمج بين ثقافات الشعوب مع خلط التراث القديم بالإنتاج المعاصر، بمعنى أن العولمة ساهمت في زيادة الارتباط الثقافي بين جميع الدول وأدت إلى تبادل الأفكار والعادات بين المجتمعات العربية والغربية المتطورة والنامية.
- تحسين نشاط الأسواق العالمية اقتصادياً؛ حيث ساهمت العولمة في فتح أسواقٍ جديدةٍ للمنتجات العربية والأجنبية تحترق الحدود وتحقق المزيد من الأرباح لجميع الأطراف.
- تحديث وسائل الاتصال وتطويرها في الدول النامية، حيث أدت العولمة إلى توفير وسائل اتصال حديثة كالإنترنت والهاتف المحمول بدلاً من السلكي، بالإضافة لتحسين وسائل النقل البري والجوي ليستطيع الإنسان الوصول إلى وجهته خلال ساعاتٍ بدلاً من أيام.
- الاستفادة من الخبرات العالمية في جميع المجالات العلمية والفنية والصحية وتبادل المعلومات والمهارات من خلال وكالات الأنباء والمراكز البحثية والمعلوماتية والمعاهد وغيرها.
سلبيات العولمة
- طمس هوية الشعوب والمجتمعات وخصوصاً النامية منها، وعدم قدرتها على الاستقلال بخصوصيتها وأفكارها وعاداتها الخاصة، وتشويه ثقافة الشعوب الضعيفة، وتحطيم أساسيات الدول النامية من ديانة وأخلاق ومبادئ خاصة نتيجة لتأثرها بالنظام الأمريكي الحاكم.
- توسيع الفجوة بين الطبقات وغياب الطبقة الوسطى من المجتمعات، وذلك باستمرار طغيان الطبقة الغنية المستفيدة من العولمة، زيادة نسبة الفقراء حول العالم بالإضافة إلى تفشي البطالة وتدني الأجور وزيادة الهجرة بحثاُ عن العمل.
- فرض سيطرة الدول الكبيرة على الدول الضعيفة والنامية بقصد استغلالها ونهب ثرواتها وموادّها الخام، وحرمانها من حرية التصرف بأملاكها.