الزواج
شرع الله تعالى رباطاً مقدساً بين الرجل والمرأة وهو الزواج ليكون سكناً واستقراراً لهما. قال تعالى في سورة الروم (( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ? إِنَّ فِي ذَ?لِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ))، وهذا دليلٌ على أنَّ الزواج يجلب الحب بين الزوجين وعلى أساسه يتمّ بناء الأسرة.
تعتبر المشكلات في الحياة الزوجية من الأمور العادية فلا يوجد بيت يخلو من المشاكل، وتحل هذه المشاكل وعيوب ويعود الصفو والود فيما بين الزوجين، ولكن عندما تستحيل الحياة بينهما، وتجف القلوب، ولا يطيق كلاهما أو أحدهما هذه الصلة مع استخدام جميع وسائل الإصلاح فيما بينهما فإن الطلاق يُعتبر هو الحلّ النهائي والأمثل في مثل هذه الحالات؛ فالإسلام ربط الزوجان بميثاق المحبة والمودة وليس الإجبار والتقيّد، فلا يمكن أن يعيش زوجان معاً وقلوبهما متنافرة. قال تعالى في سورة النساء((وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ ? وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ))، فالبيت الذي يفتقد إلى أساسيات الوجود وهي المودة والرحمة والاستقرار والسكينة لا بد من أن يُغلق ويتم الفراق للزوجين.
في معظم الحالات يكون الطلاق من الطرق وخطوات غير الجيّدة للزوجين وخاصةً عند وجود أطفال، ولكن في بعض الحالات الأخرى يكون هو الطريق السليم والحل الصحيح وترتبط به عدة فوائد سواءً كانت على صعيد الزوجين أو الأبناء.
إيجابيات الطلاق
- منح كلٍّ من الزوجين بداية حياةٍ جديدةٍ مع إنسانٍ جديدٍ؛ ففي بعض حالات الزواج يتعرّض أحد الطرفين إلى الكثير من الدمار النفسي أو الجسدي وفي الغالب تكون المرأة، وعندما يتم الطلاق يستطيع كلاهما أن يبدأ حياةً جديدةً مستقرةً بعيداً عن المشاكل وعيوب والهموم، وهذا يؤدي إلى زيادة الانتاجية في المجتمع.
- حصول الأطفال في بعض الحالات على فرصةٍ جديدةٍ للعيش بطريقةٍ صحيّةٍ، فغالباً عندما يكون الزوجان غير متفقين وتغلب عليهما الكراهية فإن المشاكل وعيوب فيما بينهما تكون كبيرةً وتؤثر على سير حياة الأبناء وتسبب لهم الأذى النفسي وكره الحياة وعدم القدرة على التركيز والاستقرار، بل قد تسبّب لهم الانحراف عن الطريق السليم واتباعهم للعصابات والأشخاص الذين يسلكون الطريق الخاطىء، كما قد تتوفّر لدى الابن نتيجة عكسيّة فيهرب من المنزل ليبتعد عن جو المشاكل وعيوب بين والديه.
آداب الطلاق
- التسريح بالإحسان وعدم الإضرار بأحد الطرفين وخاصةً المرأة، فلا يحق للرجل التشهير بالزوجة أو محاولة حرمانها من حقوقها.
- إذا كان للمرأة ولدٌ فإن حق الرعاية والحضانة والرضاعة لها وعلى الزوج التكلّف بهذه الأمور.
- حسن الظنّ بالمرأة المطلقة والرجل المطلق والموافقة على تزويجهما؛ فالطلاق في بعض الحالات يكون نتيجة عدم توافق الطرفين من دون وجود أي سلبيات.